سودان فيرست -صباح المصباح
يُعد اللاعب سيف تيري من اللاعبين القلائل الذين يمتلكون موهبة كبيرة، وكان محل صراع بين الهلال والمريخ في التسجيلات، قبل أن يكسبه الأخير في صفقة وصفت بالناجحة في ذاك الوقت، لكن مؤخراً أصبح تيري يتصدر مانشيتات الصحف بسبب مشاكله المتعددة والتي عرّضته لدخول حراسة قسم الخرطوم شمال، ومن ثم تم ترحيله إلى سجن الهدي، وتمت إعادته مرة اخرى إلى سجن كوبر ومن ثم سجن أم درمان، قبل أن تطلق السلطات المختصة سراحه مؤخراً، ولكن مازالت قضيته قيد النظر بالمحاكم ويواجه اللاعب مصيراً غامضاً مع المريخ.
حريق قسم التكامل
شارك تيري في ثورة ديسمبر المجيدة بقوة وناهض نظام البشير، وظهر في العديد من المواكب وكان يحتفل بشعارات الثورة داخل الملعب، كما شكّل حضوراً لافتاً باعتصام القيادة العامة، وعقب فض الاعتصام، ألقت السلطات المختصة القبض على تيري وبرفقته 38 شخصاً بتهمة حرق قسم التكامل بالحاج يوسف وإتلاف مستندات مهمة وحرق عدد من السيارات، بجانب إطلاق سراح متهمين. وجراء ذلك اُودع اللاعب قسم شرطة الخرطوم شمال ومن ثم تم تحويله لسجن الهدي، وأصدر تجمع المهنيين بياناً ندّد من خلاله بعملية احتجاز اللاعب، كما سيّر أبناء الحاج يوسف موكباً ضخماً لإطلاق سراحه، لكونه أحد أبناء الحي الذي لا يرفض لهم طلباً في المشاركة في تكريم أو تأبين أحد أبناء المنطقة، كما أنه يتمتّع بعلاقات جيدة مع الجميع، فيما عُقدت العديد من الجلسات بمحكمة الحاج يوسف وتم إطلاق سراح اللاعب بالكفالة بعد أن قام برهن منزله.
بعد مضي أشهر قليلة على هذه الحادثة، وجد تيري نفسه متهماً بقضية أخرى تتعلق بالاشتباك مع ضابط مرور، والذي أوقفه بسبب التظليل وطالبه بإزالته، إلا أنه رفض، وعلى خلفية ذلك، اُقتيد مرة أخرى لقسم شرطة حلة كوكو وتمت محاكمته بالغرامة المالية وقام اللاعب بدفعها، لكن بعد ساعات قليلة من خروجه من السجن تمت إعادته مرة أخرى بسبب أحداث قسم التكامل، وأُطلق سراحه بعد ذلك.
“فيفا” يستفسر
استفسر الاتحاد الدولي لكرة القدم نظيره السوداني، وأعرب عن قلقه تجاه صحة اللاعب وحقيقة هذه الاتهامات من عدمها، ووجه الاتحاد العام بمتابعة قضية اللاعب باعتباره لاعباً ينتظر تنفيذ العدالة في أمر لا يتعلق بالمستطيل الأخضر.
أنا مظلوم
تحت هذا العنوان، أكد تيري بأنه مظلوم، وقال: انتظر نهاية محاكمتي وبإذن الله سأسرد الكثير من التفاصيل، ولن أترك كل من روّج لفرية بأنني قائد نيقروز، كما وعد (سودان فريست) بحوار مطول يسرد فيه تفاصيل ظلت خافية على الكثيرين.
أما دفاع تيري والذي يمثله الأستاذ سعد منقلة ورزق سيف، فقد أكدا بأن موكلهما مظلوم، وفنّدا الاتهامات التي تلاحقه والتي تتعلق بقيادته لمجموعة نيقروز، وأوضحا بأن اللاعب تأثر كثيراً بهذه الشائعات، وطالبا من يُروّج لها بتقصي الحقائق من مصادرها، وهددا بمقاضاة كل من يُروّج لاتهام تيري بقيادة مجموعة نيقروز، وقال سعد منقلة: “موكلنا يواجه مواد تتعلق بالجرائم الموجهة ضد الدولة وهي 21 على 69 على 75 على 82 على 67 على 81 اي الاشتراك الجنائي والإخلال بالسلامة والنهب والإتلاف والشغب واستلام مال مسروق، هذا ما يتعلق بتفاصيل بلاغ قسم التكامل”.
وأشار دفاع اللاعب سيف تيري أن وكيل النيابة قدم البلاغ كمتحرٍ، وحتى الشاكي الذي الذي أحضره ذكر بأنه لم يكن متواجداً بالقسم لحظة وقوع الأحداث، ولم يستطع إحضار أي شاهد، وظلت المحكمة تتأجل باستمرار لفشل الشاكي في إحضار الشهود، وأشار إلى أن موكلهم جزء من الحراك الشبابي الذي عانى من ويلات النظام السابق.
وحول محاكمته بالغرامة 300 ألف في البلاغ الثاني والذي واجه فيه اتهاماً تحت المواد 20 على 130 على 143 على 99 على 67 على 103 وتم شطب المادة 130 لفشل الشاكي في إحضار أورنيك يثبت شروع تيري في قتله، وأشار منقلة ورزق أن سيف ربما يواجه حكماً بالسجن مرة أخرى كعقوبة للحق العام، وأوضحا بأنه لم يجد العدالة المطلقة في قضيته رغم ان موكلهما كان منتظماً في كل الجلسات.
موقف الزملاء
الرياضيون لم يتركوا زميلهم سيف تيري يواجه المصير المحتوم وحده، وأعلنوا مساندتهم الكاملة له، كما أن نادي المريخ وجه قطاعه القانوني بمتابعة قضية تيري رغم الضغوطات الكبيرة على المجلس بسبب اللاعب سيف تيري، حيث طالب تيار بشطبه من الكشوفات، وآخرون يرون أن اللاعب يحتاج لوقفة أهل المريخ معه للخروج من أزمته الحالية.
أفضل مهاجم سوداني
مدربه السابق الغاني كواسي أبياه اعتبره أفضل مهاجم في البلاد، وقال في تصريحات خاصة ل(سودان فيرست): “حرام أن تضيع موهبة تيري في السودان، لا بد أن يحترف بالقارة الأوروبية”، وطالبه بالالتفات لمستقبله وترك كل ما من شأنه أن يعيق مسيرته.
ويعتبر اللاعب سيف تيري من اكتشافات الخبير أحمد أبو الجاز، حيث وقع في كشوفات الكوماندوز قادماً من هلال كريمة، وسرعان ما كسب ثقة الجهاز الفني ودخل للتوليفة الأساسية وقدم عرضاً مميزاً أقنع به الجهاز الفني لصقور الجديان، وبالفعل تم اختياره للمشاركة حينها في بطولة الشان، وكالعادة كان تيري في الموعد ونافس على لقب الهداف.
وبعد نهاية فترته مع رديف الخرطوم الوطني كان لا بد من تصعيده، ولكن إدارة النادي أبدت تماطلاً كبيراً في حسم هذا الملف، مما جعل حظوظ الهلال والمريخ كبيرة في الظفر بخدمات المهاجم القناص، موجهين ضربة قوية للخرطوم الوطني الذي اكتشف موهبة اللاعب، بيد أن أحمد أبو الجاز تدخل في الوقت المناسب وخاض معركة شرسة مع إدارة النادي لتصعيد اللاعب والاستفادة منه فنياً ومادياً، وكانت الاستجابة من قبل الإدارة على مضض في موسم 2017 – 2016.
واصل اللاعب سيف تيري تألقه مع المنتخب الوطني وظهر بشكل مميز على المستوى الدولي، كما شهدت تلك الفترة انضباطاً كبيراً للاعب الذي كان يأتي يومياً من منطقة الحاج يوسف بمحلية شرق النيل إلى نادي الأسرة بالخرطوم2 ولم يحدث أن تغيُب عن أي تمرين رغم بُعد المسافة التي كان يقطعها يومياً بالمواصلات العامة.
ولم تمر أشهر علي تصعيده، حتى أصبحت العروض تنهال عليه من الهلال والمريخ والفرق الأخرى، ليفوز المريخ بخدماته الذي واجه صراعاً شرساً من قبل نده التقليدي الهلال. ورغم ان تيري أحرز العديد من الأهداف بشعار ناديه الجديد ولكنه لم يقدم ربع ما كان يقدمه مع الكوماندوز.
فرصة على طبق من ذهب
عقب تذبذب مستوى تيري خلال الموسم الحالي، ظن الكثيرون أن رحيل الثنائي محمد عبد الرحمن وبكري المدينة، سيعيد اللاعب للواجهة من جديد ليكون نجم الجماهير المحبوب ومنقذ الأحمر في المباريات الصعبة، ولكنه د رفض استغلال هذه الفرصة الذهبية.
وفي ظل هذه الظروف والمتغيرات هل بإمكان تيري المواصلة في الملاعب الخضراء بعد خروجه من محنته الحالية أم أنها ستكون نهاية لاعب أعدم موهبته بنفسه؟ أو فقدناه كنجم لا يُعوّض، مرة واحدة للأبد.