الخرطوم- سودان فيرست
قالت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة “الفاو”، حسب تقرير تَحَصّلت (سودان فيرست) على نسخةٍ منه، إن إنتاج السودان من الذرة الرفيعة والدخن للعام 19 – 2020، انخفض بنسبة 36% من الإنتاج القياسي للعام السابق، و18% أقل من متوسط السنوات الخمس الماضية.
وقالت المنظمة الأممية: “قد يكون لذلك تأثيرٌ خطيرٌ على الأمن الغذائي في البلاد، حيث يعاني ما يُقدّر بنحو5.8 مليون شخص (14% من إجمالي السكان) من أزمات أو مُستويات أسوأ من عدم استتباب الأمن الغذائي”، وذكرت “الفاو”، وفقاً لنشرة صحفية تصدر عن مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة “اوتشا”، “أن حوالي مليون شخص يُواجهون مُستويات طوارئ من عدم استتباب الأمن الغذائي الحاد وحوالي 4.8 مليون شخص هم في وضع الأزمة، في حين أن ما يقرب من 11.8 مليون هم في مرحلة الإجهاد.
ويعزي تقرير مُشترك لوزارة الزراعة والموارد الطبيعية و”الفاو”، انخفاض إنتاج المحاصيل لتحوُّل المُزارعين إلى إنتاج محاصيل نقدية أكثر ربحاً مثل السمسم والفول السوداني، إضافةً إلى انخفاض الغلات الناتجة عن الظروف المناخية غير المُواتية وتفشي الآفات، وقد جَرَى الإبلاغ عن قُيُود مفروضة على توافر المُدخلات الزراعية وإمكانية الوصول إليها نتيجةً لارتفاع وتزايد التضخُّم، مِمّا أدّى أيضاً إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج.. وعلى الرغم من الجُهُود التي بذلتها الحكومة لتلبية احتياجات القطاع الزراعي وردت تقارير عن نقص الوقود والتأخير بتوصيله في عدة أجزاء من البلاد.
وأظهر تقييم أجرته وزارة الزراعة والثروة الحيوانية أنّ كمية الوقود التي جرى توفيرها عام 2019 لإعداد الأراضي والغرس وإزالة الأعشاب الضارة كانت 36% من إجمالي الاحتياجات، بينما كانت 52% عام 2018. وأُجبر المزارعون على شراء الوقود من السوق المُوازية، ودفع ثلاثة إلى أربعة أضعاف السعر الرسمي. وقد أدى هذا إلى زيادة إجمالية في تكاليف الإنتاج.
وأشار التقرير إلى أن معدل ظهور الآفات والأمراض والأعشاب الضارة في مُوسم زراعة المحاصيل في صيف عام 2019 أعلى بكثير مما كان عليه في السنوات السابقة وأثَّر على الإنتاج. كما أدّت أحداث الطقس غير الطبيعية إلى إضعاف المحاصيل، في حين أنّ البيئة الأكثر رطوبةً بشكل عام – بسبب موسم الأمطار الطويل – لاءمت انتشار الحشائش والآفات في المراحل الأخيرة من نمو المحاصيل، أثناء نمو الحبوب وامتلائها.
كما وردت تقارير بحسب نشرة أوتشا التي اطلعت عليها (سودان فيرست)، عن تفشي الفئران على مُستويات كبيرة في ولايات كسلا والنيل الأزرق وغرب كردفان وجنوب كردفان والنيل الأبيض ودارفور. وأدّت بداية الأمطار الصيفية في شهر مايو إلى تحسين رطوبة التربة ونمو النباتات، مِمّا حفّز تكاثُر القوارض خلال مدة الجفاف المطولة في يوليو، وتسبّبت أعداد السكان الكبيرة في أضرار جسيمة للمحاصيل أيضاً أثناء الزراعة. وبالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من تدابير المُراقبة والتحكُّم المُستمرة التي وضعتها إدارة وقاية النباتات في السودان، فقد جرى الإبلاغ عن العديد من الهجمات التي تشنّها الطيور في مناطق مُهمة لإنتاج المحاصيل.