سودان فيرست- تسنيم عبد السيد
يبدو أن وباء (كورونا) في السودان قد دخل بالفعل مرحلة الخطر التي تخشاها وزارة الصحة، حيث أكد وزير الصحة، أكرم التوم ذلك في غير ما مناسبة، وهو يردد أن ما يدعو للاطمئنان هو أن جميع الحالات المكتشفة قادمة من خارج السودان، وليس من بينها انتقال للعدوى عن طريق المُخالطة.
فكيف ستتعامل الوزارة مع الواقع الجديد، وقد بدأ الانتشار بالمُخالطة، وارتفع عدد الحالات المؤكدة إلى (12) حالة، بينها (4) من أسرة واحدة.
وبحسب مُراقبين، فإنّ ظهور هذه الحالات قد أربك المشهد وأعاد ترتيب الأوراق.. فهل ثمة إجراءات جديدة للتعامُل مع تطورات الأوضاع وما خُطة الصحة في التعامل مع المُخالطين.
خُطة وإجراءات
فيما يختص بأوضاع المُخالطين وكيفية تعامل الوزارة معهم، كشف مدير الطب الوقائي د. خالد عثمان، عن معالجات وطرقٍ جديدة، قال إن الوزارة اتبعتها للوصول إلى القادمين من خارج السودان في فترة السماح، الذين أعلنت الصحة قبل أيام فشلها في التواصل مع (50%) منهم، بسبب أنهم أدلوا بمعلومات مغلوطة في بياناتهم الشخصية باستمارة وزارة الصحة في المطار، وأكد مدير الطب الوقائي د. خالد عثمان لـ(سودان فيرست) أن ثمة معالجات اتخذتها الوزارة قد رفعت نسبة المتابعة للقادمين من (50%) إلى أكثر من (70%) بعجز أقل من (30%)، وكشف عثمان أن المعالجات تمثلت في التتبع عن طريق الجوازات، فضلاً عن إشراك لجان المقاومة في الأحياء بالتبليغ عن كل من جاء من خارج السودان في الأيام الماضية، للتأكد منه ومتابعة حالته، وقال د. خالد عثمان إن خطة الوزارة لمتابعة المُخالطين، تشمل كل تحرُّكات الحالة المشتبه إصابتها بـ(كورونا) من مقعده في الطائرة، ومعرفة الموجودين حوله، وكل من التقى بهم في كل مكان ذهب إليه، سواء في الأسواق أو غيرها، لافتاً إلى أنّهم يرسمون خريطة بكل تحركات الحالة وجمع معلومات عن الأشخاص الذين قابلهم وتاريخهم المرضي، واحتمالية انتقال العدوى إليهم، حال كان الشخص مصاباً، والمتابعة بالاتصال إذا كان ضمن فئة المشتبه فيهم.
انتقال العدوى
المتوفي رقم (6) نقل عدوى (كورونا) إلى ابنته – الحالة رقم (9) وزوجها الحالة رقم (8).
ويقول مدير الوبائيات د. بابكر المقبول لـ(سودان فيرست)، إنّ زوج ابنة المرحوم لم تظهر عليه الأعراض المتعارف عليها لتشخيص فيروس (كورونا)، إلا أنه وبحسب المقبول وبوصفه طبيباً بدأ في تناول العقاقير المعززة للمناعة منذ وفاة قريبه الحالة رقم (6) وعزل نفسه واتّبع الإجراءات كافة، ومع ذلك عندما أجرى الفحص وجد أنه مصاب فعلاً بـ(كورونا)، ويلفت المقبول إلى ان الطبيب المصاب كان مُخالطاً المتوفي بصورة مباشرة بوصفه طبيباً.
وبحسب تقارير وزارة الصحة، فإنّ الحالة رقم (9) هي زوجة الحالة (8) ووالدة الحالة (12).
نماذج مُخالطين
من جانبه، قال شقيق المتوفي بكورونا فيصل الياس لـ(سودان فيرست)، إن الأسرة تعيش في استقرار تام وليس هنالك هلع من أن يكون الفيروس قد انتقل إلى أحد من أفراد الأسرة لمخالطته شقيقهم المتوفي، فيصل الياس، الذي أعلنته وزارة الصحة كأول حالة إصابة بـ(كورونا) في السودان، فبعد أن تم حجز زوجته وشقيقته لأسبوعين لإجراء الفحوصات تم إخراجهما قبل أيام من مركز العزل بالخرطوم، ويقول أسامة الياس لـ(سودان فيرست)، إن نتائج الفحوصات المعملية لشقيقة المتوفي وزوجته كانت سلبية، وهما أكثر من رافقتا المتوفي وكانتا معه بصورة دائمة، وشدد الياس على أنه استلم بنفسه نتائج الفحص المعلمي وكانت سلبية، أي أنهما غير مصابتين بـ(كورونا). في السياق، قال أسامة الياس إن أفراد الأسرة الذي تم عزلهم أكدوا أن البيئة كانت مهيأة تماماً، وأنهم قضوا أسبوعين بمركز العزل بمستشفى الخرطوم ويتم أخذ عينات وفحوصات بصورة دورية كانت نتائجها جميعاً سلبية.