الخرطوم– سودان فيرست
منذ نهاية مارس الماضي، وجّه الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج مكين حامد تيراب، عقب تسلُّمه مهامه كأمين عام، وجه نداءً عاجلاً للسودانيين بالخارج للمُساهمة في حملة مكافحة فيروس (كورونا) المُستجد بالسودان لإشراك المغتربين، والبالغ عددهم أكثر من (5) ملايين في شتّى دول العالم، للإسهام في جُهُود الدولة الرامية للحد من انتشار جائحة (كورونا)، والمساهمة في دفع عجلة الجهد الوطني الرسمي والشعبي، خاصةً وأن مُساهماتهم في الحملة تمثل امتداداً لجُهُودهم ومُساهماتهم المُمتدة في كل المحافل والمُناسبات الوطنية الأخرى.
الأمين العام لجهاز المغتربين لم يتوقّف عند هذا الحد، وإنما طالب إعلام الجاليات والروابط والكيانات ومُنظّمات المُجتمع المدني للسودانيين بالخارج، بتكثيف الجُرعات التوعوية والتثقيفية وسط الجاليات السودانية للحفاظ على سلامة السُّودانيين والمُساهمة في مُكافحة الفيروس في أوساط السودانيين بدول المهجر.
تجاوبٌ واسعٌ
دعوة الجهاز للسودانيين بالخارج للمُساهمة في دعم جُهُود الدولة الرسمية والشعبية لدرء جائحة (كورونا)، حسب مُتابعات (سودان فيرست)، وجدت تجاوباً كبيراً بالتفاعُل الإيجابي مع النداء في دول المهجر واستعدادهم للمُساهمة المالية والعينية والمُشاركة في حملات التوعية الصحية، وشرعت أكثر من خمسين جمعية ومُنظمة تطوعية في المُساهمة بمُختلف أشكالها، وبدأت في التواصل مع جهاز المُغتربين للتفاكُر حول الاحتياجات العاجلة وكيفية إرسال الدعم. لجنة من المُغتربين
وأشار عدد من المُغتربين إلى أنه تم تكوين لجنة لمكافحة جائحة (كورونا) لدعم جُهُود الدولة لمكافحة الوباء في إطار دور المُغتربين وخُططهم الرامية لربط السُّودانيين بالخارج بقضايا الوطن وتنسيق جُهُودهم لدعم الدولة في مُكافحة وباء (كورونا) لتعمل، إلى جانب غرفة العمليات بجهاز المغتربين، ولتكون منصة لتنسيق الجهود والمبادرات وربط السودانيين بالخارج باللجنة العليا للطوارئ، وقامت شركة العائد للمغتربين بمبادرات عديدة من خلال المشاركة في الاجتماعات برئاسة الدكتور الباقر عبد الرحمن البشير رئيس مجلس الإدارة، ودعا د. الباقر، شركات ومنظمات المُغتربين الأخرى للمشاركة مع جهاز المغتربين لدعم جهود الدولة في هذا المجال.
هذا وقد جاء قرار تكوين لجنة تنسيق جُهُود ومُبادرات المغتربين في دعم جهود الدولة في مكافحة (كورونا) وفقاً للقرار الإداري رقم (8) لسنة 2020 برئاسة الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج وعُضوية الإدارة العامّة للجاليات وبرنامج نقل المعرفة والإدارة العامة للمنظمات وإدارة الإعلام وشركة العائد للمغتربين.
ويقول المغترب والخبير الاقتصادي د. هيثم محمد فتحي: الآن أعتقد أن أيِّ مُبادرة لا بُدّ أن تعمل على توفير المُتطلبات المالية اللازمة لتنفيذ الإجراءات الوقائية والمُباشرة للتعامُل مع تبعات الوباء، والعمل على الحد من انتشاره، وتقديم العون والمساعدة للأُسر الفقيرة والعُمّال الذين يكسبون رزقهم يوماً بيوم، وأشار في حديثه لـ(سودان فيرست) إلى أهمية توفير المُعينات الطبية والأجهزة المطلوبة لقطاع الصحة ومساعدة الدولة في توفير الخدمات الصحية اللازمة للوقاية والعلاج ومنع الانتشار، وأشار هيثم إلى أنّ العاملين بالخارج جزءٌ لا يتجزأ من النسيج الوطني، مُثمِّناً الدور الكبير الذي لعبوه وما زالوا، داعياً إلى تسليط الضوء على إسهاماتهم ومدى ارتباطهم، وأشار إلى أهمية المُشاركة في دعم الأُسر السودانية غير القادرة، وكذلك العمالة غير المُنتظمة التي تضرّرت بسبب انتشار فيروس (كورونا) المستجد على مستوى السودان، وقال هيثم إن المبادرة تمثل بحق خطوة في إطار التكاتُف الوطني، والحرص على إسناد الجُهُود الوطنية في مواجهة فيروس (كورونا).
إشادة وتقدير وأشاد الأمين العام لجهاز المغتربين، حامد مكين بسرعة استجابة وتجاوب السُّودانيين بالخارج مع نداء الوطن، مُؤكِّداً أنّ الجهاز سيشهد خلال الفترة القادمة تفعيلاً كبيراً لخُططه وبرامجه الرامية إلى مُعالجة الإشكالات والقضايا كافّة التي تُواجههم في مَجالات التعليم، الصحة، الإسكان وتسهيل إجراءات واستقرار العائدين، وناشد السودانيين بالخارج للالتزام بالتدابير الاحترازية للوقاية, والدعم والمُناصرة لمُجابهة فيروس (كورونا).