سودان فيرست- صباح المصباح
سيبقى السادس من أبريل 2019 يوماً خالداً في أذهان السودانيين مدى الحياة، كيف لا وهو كان بمثابة فجر الخلاص من الحكم الفاشل الذي جثَم على صدور أبناء الوطن طوال فترة الـ(30) عاماً، هذا اليوم لم يكن يوماً عادياً.. استنفار غير مَسبوقٍ من أجهزة الحزب الحاكم آنذاك (جيش، جهاز الأمن والشرطة) وإغلاق لكل المنافذ والطُّرق التي تؤدي إلى القيادة العامة المكان المُحدّد للاعتصمام.. وبالمُقابل، معنويات الثُّوّار والكندّاكات كانت تُناطح عنان السماء، ولم يلقوا أيِّ بال للتحوُّطات الأمنية المُكثّفة .
الساعة الواحدة بـ(توقيت) الثورة، انطلقت كل المواكب ناحية القيادة العامة، وكان البمبان وأصوات الرصاص هي سيدة الموقف، ولكن رغم ذلك، واصل الشرفاء من أبناء الوطن الغالي في نضالهم حتى تمكّنوا بعد عدة مُحاولات من دخول القيادة العامة.
البرنس قاد مواكب بُرِّي
يعتبر هيثم مصطفى كرار، قائد المنتخب الوطني والهلال السابق، واحداً من أيقونات الثورة السودانية، تعرّض للاعتقال عدة مرات منذ انطلاقة ثورة ديسمبر المجيدة .
وقاد البرنس، موكب بُرِّي الذي اتّجه نحو مقر الجيش بالقيادة، وأوضح البرنس أن أبريل سيظل شهراً خاصاً عنده، لكونه ساهم في زوال حكم الديكتاتور، وحكى عن كيفية الدخول للقيادة العامة، مشيراً إلى أنّ المشهد كان مهيباً والجميع يهتف بأعلى صوته “تسقط بس”، وقضينا أول يوم في الاعتصام وكان صعباً للغاية، وابل الرصاص يصوب نحونا من كل الاتجاهات.. والجميع في هذه اللحظات كان متوقعاً أن يتعرّض للإصابة وربما الموت في أيّة لحظة، ولكن لم نلق بالاً لكل ذلك، هدفنا كان واحداً فقط، إما الموت أو زوال هذا الطاغية، والحمد لله حقّقنا مطالبنا، وطالب البرنس بالدعاء للشهداء بالرحمة والمغفرة، قائلاً: لولاهم لما تحقق هذا التغيير، وقال لن يهدأ لنا بالٌ حتى نرى قتلتهم ينالون عقابهم .
تيري: “أبريلنا صادق”
قال سيف تيري مهاجم المريخ والمنتخب الوطني “إن أبريلهم صادق”، وزاد.. ليست لدينا كذبة أبريل في وطني، نحن أبريلنا صادق، بحق الشهداء وذكريات أعظم اعتصام في التاريخ، وأكد تيري أنه لن ينسى لحظة دخولهم القيادة العامة، مشيراً إلى أنه لم يتمالك نفسه وأجهش بالبكاء لأنه لم يكن يتوقّع أن تنجح فكرة الاعتصام بعد الإجراءات المشددة من قبل جهاز الأمن، وأبان تيري أنهم بقدر اعتزازهم بالسادس من أبريل، إلا أنهم فقدوا فيه ثواراّ قدموا أرواحهم فداءً للوطن، ولم يُقدّم قتلتهم للمحاكمة حتى الآن، وأوضح أن ثورة ديسمبر كانت سلمية وأدهشت العالم بذلك، وطالب بتكاتُف الجميع من أجل بناء وتعمير السودان.
الحكم الأمين الهادي: أقمنا احتفالاً من داخل السجن
أكد الحكم القومي الأمين الهادي أنهم تلقّوا نبأ دخول الثوار للقيادة العامة من داخل السجن، وقال: في ذلك اليوم أحضروا لنا أعداداً كبيرة من الثوار، وكانوا يعتقلون كل من بالشارع، لعلمهم أن نهايتهم قد اقتربت، وقال الأمين: عندما أخبروننا بدخول الثوار لمقر الجيش أقمنا احتفالاً داخل السجن وعبّرنا عن فرحتنا من داخل زنازين النظام السابق، موضحاً أن الظلم الذي تعرّضوا له كان كفيلاً بتحمُّل الصعاب من أجل تحرير الوطن،وطالب الهادي كل الرياضيين بدعم الحملة التي أطلقها رئيس الوزراء، موضحاً أن مهمتهم إعادة بناء السودان من جديد.
مدافع المريخ: الرياضيون قالوا كلمتهم
أبان مدافع الفرقة الحمراء حمزة داؤود أن الرياضيين كان لهم دور واضح وكبير في نجاح الثورة السودانية، وأضاف: عبّرنا عن رفضنا للنظام الحاكم في كل المباريات الكبيرة سواء كانت أفريقية أو محلية، وكنا نحتفل بإحراز الأهداف بالسقوط أرضاً كناية عن موت الشباب برصاص أجهزة الحزب الحاكم آنذاك، وقال داؤود إنهم كلاعبين يتفاعلون مع قضايا المجتمع ويتأثّرون بكل ما يدور فيه.