سودان فيرست
حينما لعبت المقاهي دوراً كبيراً في صقل وصياغة المُجتمع السُّوداني وأسهمت إسهاماً كبيراً في الحركة السياسية والرياضية والثقافية وكانت لها أدوار مقدّرة جداً وتاريخ عظيم.
حينما وقف العم أحمد خير صاحب أحد المقاهي بأم درمان، وهو يفاخر بأنه وفي أول حكومة وطنية قد خلت سبعة كراسٍ من مقهاه ليكونوا وزراء في الحكومة الوطنية، وحينما كانت المقاهي مكاناً يجتمع فيه أهل العلم والفكر، كانوا رجالاً شكّلوا تاريخ السودان كله، فجلس عليها ساسة وشعراء وأدباء وفنانون وأطباء وقُضاة ومحامون ومُعلِّمون وكبار موظفي الدوله وعسكريون.
كان العم الراحل جورج مشرقي، صاحب أشهر مقاهي السودان، جلست إليه قبل سنوات طويلة جداً، وحكى لي عن الكثير من الأسرار في سوق الموية، وحدثني عن سر انفصاله عن يوسف الفكي بعد أن كانا شركاء في مقهى واحدٍ، وعن مُرتادي المقهى، وعن حكاية الهلال والمريخ ونشأتهما، وعن أسرار الفنانين ومن هو صاحب فكرة العدّادات للفنانين.
ونواصل،،، ذكرياتي مع أمير احمد السيد