سودان فيرست ــ محمد الأقرع
كشفت متابعات (سودان فيرست)، عن وجود عدد من العقبات التي تعرقل تطبيق الحظر الشامل متمثلة في ازدحام المواطنين ووقوفهم للساعات الطوال أمام المخابز وميدان الغاز، بالإضافة إلى عدم التزام بعض المصلين بإيقاف صلاة الجماعة في المساجد، فضلاً عن محاولات بائسة من فلول النظام البائد لاستغلال الظرف وتنفيذ وقفات احتجاجية معزولة أمام محطات الوقود بعد أن قررت الحكومة اقتصار التزويد بالوقود على المركبات التي تحمل تصاريح التحرك أثناء ساعات الحظر. وكانت السلطات الصحية، قد أعلنت فرض حظر التجوال الشامل في ولاية الخرطوم وذلك في إطار التصدي لوباء كورونا، الذي تصاعدت أرقام المصابين به بمتوالية مخيفة خلال الأيام الماضية لتصل جملة الحالات المؤكدة (٩٢) مصاباً، متضمنة (١٢) حالة وفاة وتماثل (٨) حالات أخرى للشفاء.
وعلى الرغم من التحذيرات الصحية الصادرة من الجهات المختصة، مازالت صفوف خدمات الجمهور من غاز وخبز ووقود تشهد اكتظاظاً بالمواطنين الذين يشتكون من فشل في آليات التوزيع، خاصة فيما يتعلق بملء أنابيب غاز الطبخ.
وحذر المراقبون من خطورة هذه الصفوف التي قد تكون الناقل الأول لفيروس كورونا في السودان، مطالبين بالالتزام الأخلاقي بالنسبة للمواطنين والإيفاء بالوعود التي أعلنتها الحكومة في تقليل حدة الحظر بتوفير السلع.
وكشفت جولة (سودان فيرست)، عن عدم التزام أعداد مقدرة من مساجد الخرطوم بقرار إيقاف صلاة الجماعة، حيث ما زال المصلون يواصلون أداء شعائرهم بالمساجد دون مبالاة.
وفي غضون ذلك، قال وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح، إﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﻒ أﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻌﺾ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎلاﻧﺘﺼﺎﺭ ﻹﻗﺎﻣﺘﻬﻢ الصلاة في المساجد، ﻣﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻭﺃبان ﻓﻴﺼﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺳيﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﻓﻳﺮﻭﺱ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ، ﻣﻮﺿﺤﺎً أﻥ ﺍلإﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ.
وفي السياق، رصدت (سودان فيرست)، تحركات محدودة ومعزولة لفلول النظام البائد، الذين حاولوا تنفيذ عدد من الوقفات الاحتجاجية لم تستمر طويلاً أمام محطات الوقود على ضوء قرار عدم تزويد المركبات التي لا تحمل تصاريح تحرك أثناء ساعات الحظر.
وأشار ناشطون سودانيون إلى أن تحركات الفلول تهدف لخلق ارتباك في المشهد من خلال استغلال الظرف الاستثنائي.
ويأتي ذلك، في وقت كان قد أبدى فيه الكثيرون انتقادهم للأجهزة الأمنية، حيث قالت القيادية بقوى الحرية والتغيير، ميرفت النيل إن الخطة الأمنية لتنفيذ توجيهات الحكومة بخصوص (كورونا) يجب أن تكون واضحة، وأوضحت ميرفت خلال تدوينة لها بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن مسألة التهاون في التجمعات خطأ تتحاسب عليه الشرطة، كذلك مسألة عدم حماية الكادر الطبي وتوفير الامتيازات لهم مثل (أولوية في صفوف البنزين، وحمايتهم من التعدي)، مبينة أن الظرف الذي يمر به السودان يعتبر فرصة لإعادة الثقة في مستوى مسؤولية الشرطة ووعيها وتعاونها وتمييزها في مهامها.