تقرير- نادية محمد علي
رغم تأكيد وزير الصحة أكرم التوم، أن الكوادر الصحية تمثل خط الدفاع الاول ضد (كورونا)، غير أن قراراته بشأن إعطاء الأولوية للجيش الأبيض في الحصول على احتياجاتهم من الوقود للوصول إلى أماكن عملهم لا تجد تنفيذاً على أرض الواقع.
وأثار اليوم مقطع متداول بمواقع التواصل الاجتماعي لطبيبة اختصاصية استياء وحيرة البعض، حيث أكدت الطبيبة أنها تقف في صف الوقود منذ (5) ساعات ولا تجد أي تعاون من العاملين بالمحطة، رغم مرضاها الذين ينتظرون بالمركز الطبي الذي تعمل به، وشاركها زميل لها في الحديث، مخاطباً وزير الصحة بحل المعضلة التي يواجهها الأطباء للوصول إلى مواقع عملهم مع أزمة الوقود حالياً، حيث بدا واضحاً أن الكوادر الصحية التي تعاني بالأساس وبإعتراف الوزارة من قلة المعينات وسبل الوقاية، تعاني الآن من صعوبة الوصول إلى مواقع عملها بسبب وقوف الأطباء مع بقية المواطنين في صفوف البنزين التي تمتد لساعاتٍ، رغم حالة الطوارئ الصحية.
وقال اختصاصي أمراض الباطنية، دكتور حسن عبد القادر في إفادة لـ(سودان فيرست)، إن نسبة الإصابة بين الكوادر الصحية حوالي 35%، واعتبرها مزعجة للقطاع الصحي، لأن سقوط هذا القطاع يشكل بداية انهيار الوضع الصحي بأكمله، إضافة إلى ارتفاع نسبة الوفيات مقارنة بمعدلات الإصابة وهي 13%، وتعتبر وفقاً لحديثه أعلى نسبة وفيات حالياً وهي نسبة تقترب من توقعات الصحة العالمية بتفشي الوباء في الدول الأفريقية، مشيراً إلى أن النسب التي تضعها الصحة العالمية تكون دقيقة غالباً، لأنها تأتي بناءً على النظام الصحي لكل بلد. وأوضح دكتور حسن، ان الوزير كان واضحاً عندما ذكر في اول مؤتمر صحفي عن كورونا بأن وزارته لا تملك نظاماً صحياً قادراً على الصمود أمام الفيروس، ونصح المواطنين الالتزام بالوقاية والتباعد الاجتماعي وهو ما لم يلتزم به معظم الناس.
دكتورة ايمان الياس، التي تعمل ضمن قروب طوعي للتوعية بـ(كورونا)، أفادت بأنه رغم الحوجة الماسة حالياً لكل كادر صحي في مراكز العزل، إلا أن عدداً غير قليل من الكوادر الطبية موجودة في العزل الآن داخل أماكن عملهم بالمستشفيات الخاصة والعامة بسبب مخالطتهم مرضى (كورونا)، والسبب هو عدم توفر ملابس عازلة و أدوات وقاية، إضافة إلى عدم إفصاح أهالي المصابين أحايين كثيرة عن معلومات مهمة تكشف حقيقة المرض، وأضافت الدكتورة أن الأمر هذا تكرر كثيراً وكان الضحية دائماً هم الممرضون والأطباء المخالطون للمرضى، وأبانت ان التوعية بالفيروس مستمرة والاستهتار بخطورته من قبل البعض مستمرة، واعتبرت أن وقوف الأطباء في محطات الوقود ساعات ممتدة اسوة ببقية المواطنين، رغم حاجة المرضى لهم هو جريمة يجب معاقبة من يسهم فيها، داعيةً إلى تخصيص محطات وقود للكوادر الصحية والعاملين والمتطوعين في لجنة الطوارئ الصحية لأن الوضع لا يحتمل على حد قولها.
استغلال (كورونا) في اللعبة السياسية لم يتوقف، إذ قلل عدد من أنصار النظام البائد من حقيقة وجودها في بداية ظهور المرض، مستغلين طبيعة المواطن السوداني وعجزه عن التباعد الاجتماعي، وتعرض وزير الصحة أكرم التوم إلى هجوم ضارٍ ولا يزال، رغم انه ورث نظاماً صحياً هشاً ولا تتوفر فيه أدنى مقومات الرعاية الصحية الأولية. وصرح أكرم التوم في مؤتمر صحفي مؤخراً أن وزارته ارتكبت أخطاءً تجاه محاصرة كورونا وان بعض تلك الأخطاء ارتكبها اطباء وانهم ماضون في إصلاح ما تسبب في تلك الأخطاء، ولم ينس الوزير ان يشدد على أهمية الالتزام بالوقاية واتباع الحظر المنزلي لتخطي مرحلة الانتشار المجتمعي لكورونا والتي بدأت بتسجيل 15 إصابة دفعة واحدة.