حوار- عبد الرؤوف عوض
ملايين من السودانيين هاجروا في الفترة الماضية إلى دول المهجر، بحثاً ًعن فرص عمل جيدة، بعد أن ضاقت بهم فرص كسب العيش بالداخل، لدرجة أن أعدادهم في دولة واحدة قاربت المليوني مهاجر، وتقلّدوا وظائف مختلفة، ومنهم من وصل إلى مكاتب وكالة ناسا في وظائف قيادية، ولكن ظل المغترب يشكو طيلة الفترة الماضية من رؤية الدولة له كـ(بقرة حلوب) تأخذ منه دون تقديم خدمات له، وظلوا يطالبون مرات عديدة بتغيير في سياسات الدولة تجاه المغترب.
(سودان فيرست) جلست مع نائب الأمين العام لجهاز السودانيين العاملين بالخارج، لمعرفة ما يتم لتغيير صورة الجهاز في أذهان المغتربين في الفترة المقبلة، وماذا قدم لهم في الفترات السابقة…
* قضايا المغتربين شائكة ومتعددة، وظل المغترب يشكو في السنوات الماضية من وجود فجوة بينه وبين مؤسسته؟
ــ قضايا المغتربين واحدة من السياسات التي تهمنا في جهاز المغتربين، ومن أولى أولويات عملنا الاهتمام بالمهاجر وحل قضاياه المختلفة للقيام بدوره وتحقيق غاياته وعكس صورة مشرفة للسودان في دول المهجر.. ولتحقيق غاياته بالداخل عملنا على معالجة القضايا الرئيسية للمغترب من الإسكان والتعليم والعلاج لأسرهم بالداخل، وحلحلة قضاياهم في دول المهجر عبر المتابعة الدورية.
* ما هى رؤيتكم للفترة المقبلة في ظل الأوضاع الجديدة؟
ــ جهاز المغتربين شأنه في ذلك شأن بقية مؤسسات الدولة المختلفة كالضرائب والإحصاء وكأي منظومة حكومية، والعاملون موظفون للدولة، والجهاز يقدم خدمات مختلفة للمغتربين عبر موظفيه، وتبنى الجهاز العديد من القضايا من أجل راحة المغترب وأسرته، ولدينا خطة شاملة في الفترة المقبلة بتقديم أفضل الخدمات لهم في ظل الوضع الجديد.
* ما هي الخدمات المباشرة التي تقدمونها للمغترب؟
ــ خدماتنا تشمل السكن الجاهز والأراضي، وتقديم استثناءات في سيارات المغتربين وإدخال العفش والمعدات المهنية، وطالبنا الجهات ذات الصلة في الدولة بتسهيل إدخال مواد البناء بالتنسيق مع الجمارك والمواصفات.
* هناك اتهامٌ للجمارك بأنها تقوم بدور الجباية على المغتربين أكثر من تسهيل الإجراءات لهم؟
ــ قمنا بدراسة مؤخراً، للعشرين عاماً الماضية ووجدنا ما دفعه المغترب للجهاز خلاف الزكاة والضرائب لا يتعدى الـ2 ألف و400 جنيه للمغترب الواحد، وهذه المبالغ ذهبت لخدمات الكهرباء والمياه، وكان الهدف من تجميع الرسوم في الجهاز في وقت سابق، هو تجميع الخدمات والرسوم في نافذة واحدة.
* وماذا يقوم الجهاز من دور جديد في ظل المرحلة الانتقالية؟
ــ بدأنا منذ وقت مبكر في الاستفادة من نقل المعرفة والاستفادة من خبرات الكوادر والكفاءات المهاجرة لبناء الوطن باستحداث ضوابط الهجرة ومعالجة قضاياها، وتطوير ما كان يتم في السابق، ووقفنا على تجارب العديد من الدول حولنا، كما أن بعض الدول وقفت علي تجاربنا، وفي ظل الوضع الجديد شرعنا بالتنسيق مع وزارة المالية في دراسة مقترحات لكثير من القضايا، ووضع العديد من الحوافز، وعلى رأسها قضية التحويلات الخارجية وتسهيل أمرها.
* كثير من المهاجرين لديهم قضايا في بعض دول المهجر؟
ــ الجهاز يتابع كل أحوال السودانيين عبر الجاليات المختلفة من خلال الزيارات التي تتم من وقت لآخر، ولدينا آلية وطنية لحماية المغتربين، وعبرها تم حل الكثير من القضايا المختلفة للمغتربين وأسرهم من خلال المتابعة المباشرة مع أصحاب القضايا وسلطات بلدان المهجر.
* دار لغط كبير في تكوين مكاتب الجاليات التي تتم في بلدان المهجر في السابق؟
ــ مكاتب الجاليات بدأت تختار مكاتبها التنفيذية دون تدخل وهم يختارون ما يرونه مناسباً، ودور الجهاز التعامل مع ما يختارونه، وهناك قوانين تحكم العملية التنفيذية ونسعى لراحة المغترب في المرحلة القادمة.
* هناك مغتربون تأثروا بـ(كورونا)، وبعضهم رجع من البحر وهم في طريقهم إلى مكان عملهم؟
ــ بالنسبة للمغتربين الذين لم يتمكنوا من العودة لعملهم عقب قرار إغلاق المطارات في البلدين بعد انتشار جائحة (كورونا)، والذين عادوا من البحر وهم في طريقهم لميناء جدة، هنالك اتفاق مع الشركة الناقلة أن التذكرة التي تم شراؤها لا تعتبر لاغية وسيعود بها المغترب عقب فتح المعابر، والباخرة ستلتزم بعد رفع الحظر مُباشرةً بإيصالهم.