حوار ـــ تسنيم عبد السيد
الكوادر الطبية والصحية في كل العالم يقع عليها في هذه الأيام العبء الأكبر، والحمل الأثقل في مواجهة أكبر خطر يهدد البشرية ويجعل الحياة بأكملها على المحك، في السودان تُشير المتابعات إلى إصابات مُقدرة وسط الكوادر الصحية، وهم في خط المواجهة الأول للتصدي لوباء (كورونا) في ظروف بالغة التعقيد ونظام صحي منهار، فكيف لتلك الكوادر القيام بعملها في هذه الظروف، وإلى أي مدىً يمكن أن ينجحوا في إعلان السودان خالياً من (كورونا) بأقل الخسائر، وماذا ينقصهم لإكمال مهامهم على أكمل وجه.. (سودان فيرست) استنطقت إحدى الكوادر الصحية العاملة في مجال درء مخاطر (كورونا) فكشفت الكثير من المعلومات والحقائق من واقع التجربة والعمل.
* دعينا نتعرف عليكِ؟
ــ فاطمة الجيلي الطيب، متطوعة لمساعدة مُصابي (كورونا) والتوعية بمخاطر المرض.
* التخصص والدراسة؟
ــ أخصائية تغذية علاجية.
* منذ متى انخرطتِ في العمل الطوعي ومساعدة الآخرين؟
ــ منذ ثلاث سنوات تقريباً، وفيما يتعلق بالتطوع للتوعية من خطر (كورونا) في نهاية العام 2019م حتى قبل أن يظهر الوباء في السودان.
* تطوعتِ في عدة مراكز لعزل مُصابي (كورونا)، ما الذي ينقص هذه المرافق؟
ــ نعم، التطوع مؤخراً شمل أيضاً تقديم دعم للأسر المتضررة من جائحة (كورونا)، والمتضررة من الحظر ضمن منظمة شباب السودان القومي بالتعاون وزارة الضمان الاجتماعي.
* وفيما يتعلق بحوجة المرافق والنقص؟
ــ النقص كبير جداً في المعدات، خاصة أجهزة التنفس، فضلاً عن أدوات التعقيم الكافي للكوادر الطبية التي تمثل خط الدفاع الأول لهذا الفيروس الفتاك ممّا يؤدي إلى نقص الكوادر وتعرضها للإصابة (بكورونا)، ما يؤثر سلباً على المصابين وانتشار العدوى بصورة أوسع.
* بعض الأسر تتخوف من عمل أبنائها في هذه الأماكن، هل وجدتِ اعتراضاً من الأسرة؟
ــ نعم، وجدت اعتراضاً من الأهل، لخوفهم من هذه الجائحة التي لا ترحم ولا تستثني أحداً، لكن تحديت كل هذه العوائق لأن الهم الأكبر كان الوطن، وأنا اعتبرها رسالتي كمهنة وكادر طبي.
* بحسب خبرتك في العمل الطوعي لوباء (كورونا) إلى أين تمضي الأمور؟
ــ بحسب مُتابعتي لما يحدث في العالم من حولنا، فإن الانتشار قليل نوعاً ما مقارنة بالدول الأخرى، وأعتقد أن هذا مرده لوعي الشعب بمخاطر الفيرس وأخذ الحيطة والحذر، والبقاء في المنزل إلى أن ترجع الأمور إلى طبيعتها.
* هل كان للحظر الكامل أثر في الحد من انتشار الفيروس؟
ــ نعم، الحظر الكامل في بدايات ظهور الوباء قلل من الانتشار، إن شاء الله سوف تمضي الأمور إلى الأفضل، بمساعدة الشعب السوداني والكوادر الطبية.
* هنالك مجموعات وأفراد متطوعون في التوعية بمخاطر المرض، وآخرون بالمراكز والمرافق، وبما أنكِ شاركتِ في الإثنين، هل المواطن السوداني واعٍ بخطورة المرض؟
ــ المواطن السوداني على درجة كبيرة من الوعي، ولكن وضعه الراهن يحول دون ذلك، المواطن يعاني جائحة غذائية أخرى يخشى تفاقمها أكثر من (كورونا)، تضخم وارتفاع غير مسبوق في الأسعار.
* عملتِ في عدة مرافق صحية بحسب طبيعة عملكٍ، هل النظام الصحي في السودان قادر على التصدي لجائحة (كورونا)؟ ــ النظام الصحي فقير جداً وفاقد لأبسط الأجهزة والمعقمات والمعدات الطبية.
* ما نصيحتكِ لعامة المواطنين للوقاية من (كورونا)؟
ــ أنصحهم بتجنب الازدحام مهما دعت الظروف، وكان الله في عون الشعب السوداني الآبي، ونسأل الله ببركة هذا الشهر الفضيل أن يذهب البلاء ويكشف الغمّة.