الخرطوم- سودان فيرست
من جديد، عاد الجدل حول برنامج (أغاني وأغاني)، الذي يقدمه السر قدور عبر قناة النيل الأزرق، فقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي قبل انطلاقه على خلفية انسحاب بعض المطربات، تضامناً مع قرار إبعاد مدير قناة النيل الأزرق السابق الذي تمت إقالته من قبل لجنة إزالة التمكين ومكافحة الفساد، كذلك أحدث البرنامج ضَجّةً في الوسائط خلال الأيام الماضية بالتعليق على أداء المشاركين فيه ذماً أو مدحاً، سيما وأن البرنامج مازال يصنفه البعض من أكثر البرامج التي تجد المُشاهدة والاهتمام.
ويقول المراقبون، إن القائمين على أمر البرنامج لم يقوموا هذا العام بإحداث تغييرات تُذكر على شكل البرنامج، اللهم باستثناء بعض الأسماء الجديدة وعودة آخرين كانوا قد أُبعدوا عنه، وبخلاف ذلك فإن البرنامج لا يزال بذات الإطلالة المعتمدة على كاريزما مقدمه الأستاذ السر قدور الذي يحاول التوثيق لمسيرة الفن السوداني.
ولعل نقطة التوثيق هي الأخرى تمثل نقطة خلافية، حيث يرى متابعون أن الواقع والمشاهدات تكذب ذلك، معتبرين بأن ما يتم هو عبارة عن ترديد للأعمال أكثر من كونها توثيقاً، مشيرين إلى أن التوثيق عملية شاملة ودقيقة وتتطلب في كثير من الأحيان ان تصحب معها تفكيك النص وتحليل المضمون، بالإضافة إلى سرد الحكايات المتعلقة به وبقائله والظرفية المكانية والزمانية التي أنتجت فيها الأغنية وهذا ما لا يوجد.
كذلك من النقاط المهمة التي تناولها النقاد والناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي على برنامج (أغاني وأغاني)، هو عدم التوزيع الجيد للأعمال وفقاً للحناجر المناسبة، قائلين إن العجز في توزيع الأغنيات بين المطربين يظهر على مستوى إخراج النص بشكله أو إحساسه الصحيح، وهذا ما قد يشير لإخفاق في اختيار مغنٍ ما في المشاركة.
بالمقابل، هناك من يقول إن أثر هذا الإخفاق والتشويه لإرث الغناء السوداني طفيف وقد لا يذكر في المدى القريب، مشيرين الى أن هذه الأغنيات خلدت في أفئدة الناس وحفظت عن ظهر قلب، وإذا فشل فنان في ادائها، فإن الأمر مردود عليه، ويستدلون بالحملات الشرسة التي قام بها بعض المشاهدين الذين كالوا ما استطاعوا من الذم والتحذير بعدم المساس بـ(سمح الأغنيات).
ويرى نقاد أنه رغم تيارات التغيير الواسعة التي عمّت البلاد، إلا أن الكثير من الفضائيات مازالت تدور في نفس الأفكار القديمة، ومنها قناة النيل الأزرق وبرنامج (أغاني وأغاني)، الذي يعتقدون أن أسباب مشاهدته أصبحت مربوطة فقط بالانطباعية أو لجماهيرية الفنانين المستضافين، كذلك عجز القنوات الأخرى في إنتاج برنامج منافس.
عموماً.. يبدو أن البرنامج الآن طغى عليه الجانب الترفيهي أكثر من الجانب التوثيقي، وأصبحت عين المتلقي له ناقدة وراصدة لا متابع فقط، لذلك يجب أن ينتبه منتجوه في تدارك الأمر، وان يكونوا دقيقين في اختيار الأغنيات ومن يؤديها، وكذلك يطلب منهم تطوير الفكرة والخروج بها من فلك حكايات الرجل الواحد (السر قدور).