حوار- صباح المصباح
لاعب صغير في السن ولكنه مميز ويعتبر من أفضل لاعبي الرواق الأيمن في السودان.. إنه قائد منتخب الشباب ونجم الهلال السابق مصطفى الفادني، الذي فجر العديد من القضايا خلال حواره مع (سودان فيرست):
* رمضان كريم وكيف يقضي الفادني يومه؟
– الله أكرم، وتصوموا وتفطروا على خير، ويومي ببدأ منذ صلاة الفجر ومن ثم اقرأ ما تيسّر من القرآن الكريم وأخلد للنوم حتى موعد صلاة الظهر، ومن ثم أصلي العصر، وبعد ذلك أحرص على متابعة برنامج اللقاء على (أن بي سي).
* إيقاف النشاط بأمر (كورونا) هل يؤثر على اللاعبين؟
– بالتأكيد له تأثير كبير جداً، ولكن الصحة وسلامة الجميع فوق كل شئ.
* أين مبادرة اللاعبين لدحر الوباء، وماذا تقول للجيش الأبيض؟
– لدينا قروب اسمه (إخوان في الخير) أنشأه الكابتن أكرم الهادي، يضم جميع لاعبي الدوري الممتاز، وأنشأ خصيصاً لهذا الغرض، أما بالنسبة للجيش الأبيض فنقول ربنا يوفقكم على فعل الخير وينصركم على المرض.
* تم اختيارك عدة مرات للفريق الأول بالهلال، ولكنك لم تشارك ما هي الأسباب؟
– فرصة المشاركة تتوقف على اجتهاد اللاعب، ولكن بصراحة فرصة اللعب ضئيلة جداً بفرق القمة، وللعلم أنا كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الهلال في فترتي كانوا مقتنعين بي ويستدعونني من الشباب لتدريبات الفريق الأول وعلى رأسهم كافالي وهيثم مصطفى، الذي كان مقتنعاً بإمكانياتي ويشجعني على الدوام ويقدم لي النصائح، ولكن المدربين كانوا يتخوفون من مشاركة الشباب ويريدون تحقيق الفوز بالعناصر القديمة لأنهم لا يضمنون بقاءهم، سيما وأن الإدارة كانت تغير المدربين باستمرار، لذلك حتى ولو تألقت في التمارين، الأولوية دائماً تكون للاعبي الفريق الأول وبسبب ذلك طلبت الرحيل من الهلال.
* توتر العلاقة بيك والكوتش خالد جوليت في آخر أيامك مع الفريق، هل كان سبباً في رحيلك؟
-هذه شائعات ولا أساس لها من الصحة.
* لماذا رفضت إعادة تسجيلك ومن ثم إعارتك لحي العرب؟
– نعم رفضت التخزين في حي العرب وقلت لهم أشطبوني إذا لم تتوفر لديكم خانات، واتركوني اختار الفريق الذي أريده.
* دخلت من مفاوضات مع المريخ، رغم تأمين الكاردينال على بقائك بالهلال؟
– الكاردينال هو من أتي بي للهلال، لذلك كان مهتماً، ولا أنكر بأن المريخ فاوضني، ولكن لم أجلس معهم، الا بعد أن حسمت مصيري مع الهلال.
* إذن لماذا لم توقع للمريخ؟
– الأحمر كان محروماً من التعاقدات بأمر “فيفا”، واتفقوا معي على اللعب لفريق هذه الفترة ومن التسجيل لهم لاحقاً.
* ذهابك للأهلي الخرطوم، هل كان باتفاق بين إدارة الهلال والأهلي؟
– نعم أنا وقّعت لفريق الأهلي باتفاق بين إدارتي الناديين، ووافقت على عرض الفرسان لأن الفريق يدعم الشباب ويمنحهم الفرصة، والحمد لله وجدت فرصة اللعب وأعيش أفضل فترتي مع الفريق، وسجلت عدداً من الأهداف وكذلك صنعت عدة أهداف.
* حدثنا عن فترتك مع المنتخب؟
– المنتخب دا (قصتو) طويلة شديد ومحتاج ليوم كامل حتى أسردها.
* هل مازالت هناك معاناة رغم توفر الإمكانيات والاهتمام الكبير من برقو بالمنتخبات؟
ــ الإمكانيات دي جاءت بمشاكلها، ويا ريت لو لم تأتِ، لأننا كنا نسير بشكل جيد، ولو لا هذه الخلافات لكنا جلبنا البطولات.
* أحكِ لنا ما حدث بالتفصيل؟
– الاختيار لمنتخب الشباب لم يكن بالأمر السهل، كانت هناك اختبارات صعبة جداً يشرف عليها الكوتش مبارك سليمان والكوتش أحمد النور، ولو لم تجتازها لا مكان لك في المنتخب، ولم يكن هناك اي اهتمام بالمنتخب، كنا (بنشتري الثلج بالشيرنق)، ونصرف من جيوبنا على تمارين المنتخب، وواجهتنا ظروف صعبة للغاية وأحياناً لا نجد ملعباً للتمرين ونضطر للعب بملعب خماسيات ونحن مقبلون على التصفيات الأفريقية.. وبعد خسارتنا بهدفين مقابل هدف أمام منتخب نيجيريا بإستاد المريخ، غادرنا لمواجهة المنتخب النيجيري بدون المدرب ومدرب الحراس، ورافقنا مازدا في هذه الرحلة وذكر لنا أنه غير مسؤول من هذه المباراة، وبالفعل وجدنا هناك حرباً نفسية ولكن بتماسكنا وترابطنا تمكنا من تجاوزها، وتأهلنا للدور النهائي وهنا ظهر مازدا وقال إن التأهل ساهم فيه الجميع.
* ماذا حدث بعد ذلك؟
-عُدنا للسودان وتم استقبالنا من قبل رئيس النظام السابق عمر البشير وقال لنا مكتبي مفتوح لكم وميزانية الدولة تحت تصرفكم، وفي اليوم التالي مباشرة وجدنا محمد الشيخ مدني وقال إنه سيأتي بمدربين جدد وإداريين، وتحدث معي بوصفي قائد الفريق، وقلت له إن التوقيت غير مناسب لإقالة مدرب ونحن مقبلون على مباراة نهائية في التصفيات الأفريقية، وخرج في الصحف وقال إن قائد الفريق يحرض اللاعبين، وأصبحنا في حيرةٍ من أمرنا ولا نعرف مَن المسؤول عنا، فتارة يبلغوننا بأن التمرين بالأكاديمية، وتارة يقولون لنا بنادي الأسرة، واللاعبون أصبحوا تائهين وسط هذه الخلافات، وكنت أحاول قدر الإمكان إبعادهم من هذه الأجواء، وبالفعل نجحت في ذلك وأتينا بكأس بطولة تركيا وتعادلنا من المنتخب السعودي الذي تأهل لكأس العالم حالياً، وأذكر هنا أن رئيس الاتحاد المصري قال لمسؤولي الاتحاد السوداني إذا حافظتم على هذا المنتخب لسنتين على أقل تقدير، سيجلب لكم بطولات، ولكن للأسف هذا المنتخب تعرض لحرب حتى لا يكون هناك إنجاز يحسب لشخص بعينه.
* مِمّن هذه الحرب؟
– من البعض، وسأذكر لك واقعة ما زلنا نبحث عن تساؤلات لها، محمد الشيخ مدني كان قد وضع قائمة تحتوي على نثريات السفر وحوافز الفوز وخلافه، وتم إرسال هذه القائمة لرئاسة الجمهورية، والتي وافقت عليها حسب توجيهات الرئيس المعزول عمر البشير الذي ذكر أن الميزانية تحت تصرف المنتخب، وخصص لنا مبلغ (200) ألف دولار كنثرية سفر للمشاركة في البطولة الأفريقية التي كانت بزامبيا، وبعد نهاية البطولة، طالبنا محمد الشيخ بالنثرية ووعد بتسليمها لنا بمطار الخرطوم ولكن لم يُوفِ بوعده وأغلق هاتفه، وإلى يوم الناس هذا لا نعرف مَن سرق جهد اللاعبين وأخذ هذه الأموال!!!!!!
* هل وجدتم مضايقات من قبل خالد بخيت؟
ــ الجميع كان يتوقع ترفيع كل لاعبي منتخب الشباب للأولمبي، ولكن المفأجاة كانت في اختيار ثمانية فقط منهم للمنتخب الأولمبي، وحتى الصحف كانت قد كتبت عن تصفية تتم للمنتخب الذي حقق انتصارات عديدة للسودان، والكوتش خالد بخيت قال لي أنت ستكون قائد المنتخب ورفضت لأنني لا يمكن أن أخون ثقة زملائي الذين تمت التضحية بهم، ورغم إصرار قادة المنتخب لإثنائي عن رأيي ولكنني رفضت المواصلة، ولا يوجد لاعب يتمنى أن يلعب للمنتخب وسط هذه الحرب والمُؤامرات.