تقرير ــ الطيب إبراهيم
انقضى يوم أمس الاثنين، دون أن تعلن وزارة الصحة الاتحادية، أي إحصائية بشأن عدد الإصابات الجديدة بفيروس (كورونا)، كما هو معتاد دائماً، ليصبح يوم الرابع من مايو هو أول يوم يمر وينتهي دون تسجيل أي إصابة جديدة منذ نحو شهر، وزارة الصحة كذلك، التي درجت على الإعلان حتى في عدم وجود حالات، لم تشر إلى عدم تسجيل إصابات جديدة، والإحصائية الوحيدة التي أعلنتها يوم الاثنين كانت عند الرابعة والثلث صباح الاثنين، وهي خاصة بالتقارير الوبائية ليوم الأحد وليس يوم الاثنين. الفضول دفع المهتمين بأخبار (كورونا) إلى تفسيرات شتى بشأن مرور اليوم دون إعلان إحصاءات جديدة، وتباينت الآراء بين مرعوب و(محتار) من صمت الوزارة، ومتفائل بعدم تسجيل حالات جديدة. الحيرة نفسها تلاحق الحظر الذي فرضته السلطات في محاولة للبحث عن جدواه، بينما شهدت أيامه ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات شارفت على الـ(600) إصابة، لكن مُهتمون في المجال الصحي يشيرون إلى أن الفضل في ان عدد الإصابات لا تزال دون الـ(600) إلى الحظر الشامل، مستدلين على ذلك بأن معظم الإصابات الجديدة التي حدثت أثناء الحظر كانت لأشخاص خارج منازلهم (أطباء، إعلاميين وقوات نظامية) أو أسرهم بحكم المخالطة، وأن نسبة ضئيلة جداً من الإصابات حدثت لمن التزم بقرار الحظر الشامل. الجزئية هذه، يراها مراقبون مُغرية للغاية، وهو ما دفع السلطات بولاية الخرطوم للتفكير بجدية في دراسة مقترح بتمديد الحظر الشامل الذي ينتهي رسمياً مساء السبت المقبل، وهو قرار وصفوه بالمُهم والمُلح والواجب تنفيذه، مشيرين إلى ان الفيروس الآن في ذروة نشاطه، وهي الفترة التي يتمكن فيها من إصابة العدد الأكبر قبل أن يدخل في مرحلة الكمون، مبينين أن الأرقام المؤلفة من (4) أو (5) خانات في عدد الإصابات في دول مجاورة حدثت بينما كان الفيروس في ذروة نشاطه، بينما السودان لا يزال في منتصف الرقم الثالث، أقل من (600) إصابة، ودعا المهتمون في المجال الصحي إلى أهمية تمديد الحظر حتى نهاية رمضان، باعتبار أنها فترة توهج الفيروس، وبعدها يدخل مرحلة الكمون، مثلما حدث في إسبانيا التي خففت من قيود الحظر وسمحت للمواطنين بالتناوب للخروج من المنازل. بالعودة إلى غياب تقرير وزارة الصحة ليوم الاثنين، فإن ثمة تفسيرات لهذا الأمر، تتلخص أبرزها في ظهور مشاكل فنية عطّلت أو أخّرت التقرير، متوقعين ان تضاف إحصائية يوم الاثنين لليوم الثلاثاء، وهذا سيُعرف حسب قولهم من العدد الذي سيعلن اليوم، مؤكدين أنه في حال لم تسجل البلاد يوم أمس الاثنين، أي إصابات جديدة بـ(كورونا) فإن وزارة الصحة كانت ستعلن هذا الأمر، مستدلين بحوادث مماثلة أعلنت فيه الوزارة عدم وجود إصابات بـ(كورونا). المخاوف لا تزال تُسيطر في ظل صمت وزارة الصحة وغياب تقريرها، ذلك لأن الصمت ينبئ بأوضاع غير طبيعية، وبينما المواطنون تآلفوا مع الأرقام التي تعلنها الوزارة، بدأت مخاوف حقيقية من حدوث قفزة كبيرة في عدد الأرقام تتساوى تماماً مع المخاوف التي تظهر حين يغيب تقرير الوزارة بخصوص الإحصاءات الجديدة.