تقربرــ محمد حسيب
يبدو أنّ حزب الأمة القومي بات مصمماً على القرار الذي اتخذه في الثاني والعشرين من أبريل الماضي، والذي بموجبه جمّد نشاطه بقوى الحرية والتغيير لمدة أسبوعين حتى تتم الاستجابة لدعواته الإصلاحية داخل التحالف، الأمر الذي يطرح تساؤلاً بشأن الموقف النهائي للحزب إذا لم يتوصّل الطرفان لنقاط التقاء مشتركة، وهو ما يضع الأمة القومي بين مواصلة نشاطه أو تجميده بشكل كلي داخل التحالف.
وأكد رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، أن موقفه بشأن إصلاح تحالف قوى الحرية والتغيير، ثابت ونهائي، وذلك رداً على مناشدات ودعوات، تلقّاها الحزب خلال الأيام الماضية لفك تجميد نشاطه بالتحالف الحاكم.
وقال خطاب للحزب اليوم الثلاثاء، مُوجّهٌ للمجلس المركزي للحرية والتغيير، تلقّت (سودان فيرست) نسخة، منه، إن الإصلاح يتطلب إجراءات جذرية، وإنّ الحزب سيواصل المرافعة بها ليس من باب الإملاء، وإنما بقوة المنطق.
وكان الحزب الشيوعي السوداني قد دعا في وقتٍ سابقٍ، حزب الأمة القومي لمراجعة قراره بتجميد نشاطه داخل قوى الحرية. وقال المكتب السياسى للحزب الشيوعي فى بيان أصدره مؤخراً (إننا نقر بحق قيادة حزب الأمة في اتخاذ قراراتها من موقعها المستقل الذي تراه مناسباً، لكننا نرى أنه بحكم موقعنا المشترك في تحالف قوى الحرية والتغيير، خاصةً في هذه المرحلة المفصلية في مسيرة الثورة، من المُهم وضع الهَمّ الوطني العام فوق كل مصالح ومطامح أي فئة كانت)، وحذّر الشيوعي من مغبة انقسام قوى الثورة الذي يساعد أعداءها من فلول النظام السابق ويُعرِّض مكاسبها للخطر.
الشاهد في الأمر، أنّ حزب الأمة القومي قد عقد لقاءات مشتركة مع بعض الأجسام المنتمية لقوى الحرية والتغيير، حيث التقى الصادق المهدي الخميس الماضي، وفد الحزب الاتحادي المُوحّد بقيادة رئيس الحزب، محمد عصمت يحيى، وبحث اللقاء التحديات التي تواجه الفترة الانتقالية والوضع المتأزم داخل تحالف الحرية والتغيير على خلفية تجميد حزب الأمة القومي لعضويته داخل التحالف، واتفق الطرفان على مواصلة التشاور وتكوين لجنة مشتركة تعمل على توحيد الرؤى ودراسة المُقترحات المُقدّمة من الجانبين ومن أطراف الحرية والتغيير الأخرى. كذلك التقى المهدي برئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير في الثامن والعشرين من أبريل الماضي، وأكد الطرفان أن الوضع الراهن يحتاج إلى مراجعات تعكف عليها القوى الوطنية الديمقراطية، وفي إطار المسؤولية الوطنية للحزبين، ستقوم لجنة مشتركة بوضع إطار لرؤية لإصلاح الحرية والتغيير.
ويرى مدير المركز الأفريقي لحقوق الإنسان، عبد الناصر سلم في حديثه لـ(سودان فيرست) أنّه إذا لم تتم الاستجابة من قبل قوى الحرية والتغيير للدعوات الإصلاحية التي أطلقها حزب الأمة القومي، فمن الطبيعي أن يُجمِّد الحزب عضويته داخل التحالف بصورة كاملة، وأضاف لذلك على أعضاء التحالف الجلوس لمعالجة الاختلاف في وجهات النظر التي قال إنها طبيعية داخل تحالف يضم قوى مختلفة فكرياً، جمع بينهم هدف إسقاط النظام السابق، وهذا الاختلاف يؤكد وجود درجة من درجات التعافي في المنظومة السياسية.
ومع ذلك، حذّر عبد الناصر، من أن أي تشظٍ داخل قوى الحرية والتغيير سيضعف الحكومة الانتقالية، لافتاً إلى أن انسحاب الأمة من قوى التغيير إذا ما حدث سيكون كارثياً على المشهد السياسي، واعتبر مدير المركز الأفريقي لحقوق الإنسان، أن المدة التي حدّدها الحزب حتى تتم الاستجابة لدعوته الإصلاحية قصيرة جداً، مشيراً إلى ضرورة تمديدها حتى تكتمل التفاهمات بشأن القضية التي طرحها داخل قوى الحرية والتغيير.