حوار- صباح المصباح
لم تشغل صافرات الملاعب، الحكم الأمين الهادي عن تلبية نداء الوطن، فكان متقدماً الصفوف ولم يلق بالاً لمستقبله الكروي سيما وأن (فيفا) يمنع منسوبيه من النشاط السياسي، وإستخدم ذات الصافرة التي يستخدمها في المباريات في إدارة المواكب، وكانت مواكب الشجرة والحماداب تبدأ بصافرته، مستخدماً طريقة الجمهور الآيسلندي في التحضير لانطلاقة التظاهرات، وكان حتمياً أن ترصده أجهزة النظام الحاكم آنذاك، حيث تم اعتقاله عقب عودته من إدارة مباراة وتم ترحيله لمعتقل موقف شندي، ومن ثم سجن دبك وقضى بالمعتقل ما يقارب الـ(44) يوماً، ذاق خلالها كل أنواع التعذيب ولم يخرج إلا بسقوط نظام البشير.. (سودان فيرست) أجرت معه حواراً شمل الجوانب الرياضية والثورة السودانية، وهذا ما قاله:
* كيف تقضي رمضان مع ظل الظروف الحالية جراء وباء (كورونا)؟
– في البدء ببركة هذا الشهر الفضيل نسأل الله أن يرفع البلاء والأمراض، وأن يحفظ السودان وأهله، ولظروف الحظر والخوف من انتشار المرض أصبحت ملتزماً جداً بتعليمات وزارة الصحة، لذلك لا بد من إيجاد وسائل تخفف من وطأة الملل، وأجد نفسي متابعاً لوسائل التواصل وكذلك البرامج التثقيفية، وأيضاً أتابع البرامج، ومسلسل فرصة ثانية، والبرنس.
* إيقاف النشاط بسبب (كورونا)، هل يؤثر على الحكام؟
– يعتبر التدريب الفردي للحكم هو أبرز نقاط تفوقه، حيث يستطيع قياس معدلات لياقته والعمل على إكمال النواقص.. لذا لا تؤثر (كورونا) كثيراً على أداء الحكام إلا من توقف عن المباريات، لكن بالعودة التدريجية يعود الحكم لمستواه.
* حدثنا عن مبادرتكم لمكافحة هذا الوباء؟
– الشكر عبركم لشباب مدينة الشجرة الحماداب، حيث يقومون بعمل جبّار في مكافحة هذا الداء عبر خلية تقوم بتعقيم مستمر للمنازل والأسواق والمخابز وتوزيع المعقمات بالإضافة للحملات التوعوية في تقديم النصح والتقيد بالإرشادات.
* برنامج تحرص على مشاهدته في رمضان؟
– الصندوق (2)، ورامز مجنون رسمي.
* التحكيم السوداني متهم بالوقوف مع الهلال والمريخ ضد الأندية الأخرى؟
– هذا الاتهام ظل يلاحق جميع الحكام، وهو اتهام باطل، لأن الحكم مثل اللاعب تماماً عندما يدخل أرضية الملعب يريد أن يحقق الفوز أيضاً، وبكل تأكيد يبذل قصارى جهده حتى يظهر بمستوى متميز مع الحرص على تحقيق العدالة لكل الأطراف، وهو أيضاً لديه طموحات يريد تحقيقها وأهمها الحلم بارتداء الشارة الدولية وتمثيل السودان.
* مواقف صعبة تعرّضت لها في التحكيم سواء كانت في الإستاد أو خارجه؟
– عقب نهاية مباراة في مدينة نيالا، وكانت صعبة للغاية وانتهت بتوتر، وفي طريق عودتي عبر المطار تأخرت الطيارة عن موعد إقلاعها المحدد، وفي الانتظار تعرضت لهجوم لاذع من الفريق الزائر الذي صادف وقت انتظاري لإقلاع الطائرة حضورهم للمطار، وأثار هذا الأمر دهشة الحضور، فسالتني إحدى النساء (يا ولدي مالهم معاك الناس ديل عملت ليهم شنو)؟ قلت ليها كورة يا يمة وأنا حكم.
* لاعب هادئ؟
– مهند الطاهر.
* لاعب مزعج وكثير الاعتراضات؟
– علاقتي مميزه مع اللاعبين، لذا لا أجد صعوبة في التعامل معهم، لكن فلنقل مدرب مزعج، بالتأكيد سأذكر لك المدرب محسن سيد والمدرب كفاح صالح.
* أفضل جمهور من وجهة نظرك؟
– النضال النهود.
* لو لم تكن حكماً، ماذا كنت تكون؟
-صحفياً.
* هل صحيح بأنك كنت تناهض النظام من خلال إدارتك للمباريات؟
– غير صحيح وهذا شئ غير مسموح به في قانون كرة القدم، والمواكب لا تحتاج لتحضير، فقط تضبط ساعتك بساعة الثورة وتتقدم الصفوف.
* علمنا بأنك كنت قريباً من لحظة استشهاد عبد العظيم، حدثنا عن ذلك؟
– عبد العظيم فعلاً أيقونة هذه الثورة.. ومثال للشجاعة الكبيرة التي تجلّت عند استشهاده، وأنا كنت من الذين شاركوا في هذا الموكب وبين شد وجذب وكر وفر بين الثوار وقوات الأمن، إلا أنه وقف شامخاً ملوحاً بعلامات النصر، وضحى بنفسه من أجل الآخرين، وكان موقفاً مؤثراً جداً ولا أنساه مدى الحياة، لأنني كنت بالقرب منه ورأيته في آخر ثوان له في الحياة.
* ما هي آخر الكلمات التي تفوّه بها الشهيد عبد العظيم؟
– كان يردد شعارات الثورة ويقول بأننا خرجنا من أجل الحرية وتوفير حياة كريمة للسودانيين.
* بماذا شعرت بعد سماعك لنبأ استشهاده؟
– لا استطيع وصف هذا الشعور، وسيظل غصة في الحلق إلى أن يتم القصاص من قتلته.
* بعد مضي عام على الثورة السودانية، كيف تنظر للوضع الآن؟
– للأمانة عام مضى على هذه الثورة المجيدة ولم تحقق أياً من أهدافها، عام مضى والجميع لم يرتق بعد لحجم ما قدمه هؤلاء الشهداء، عام ذهب وكادت أن تذهب معه آمال هؤلاء الثوار والثائرات.. نحن نعلم جيداً حجم التحديات التي تقابل هذه الحكومة، لكن هناك بطءٌ مريبٌ جداً في عملياتها، نتمنى قبل أن ينتصف هذا العام أن تنجز ما عليها من أعمالٍ، خاصّةً ملف السلام الذي تأخّر كثيراً.
*رأيك في هؤلاء.. الأصم؟
– ثائر حقيقي قدم لوطنه.
* مدني عباس مدني؟
– دعم جبهة المفاوضات وكان بارعاً، ولكن دون الطموحات في حقيبة الوزارة حتى الآن رغم الصعوبات التي تُواجهه.