سودان فيرست ـــ نعمان غزالي
يبدو أن أسم (كولمبيا) أصبح لدى السودانيين رمزية تطلق لمكان تفوق فيه درجة العقاب والتنكيل بالمقارنة مع حجم الجرم المرتكب، ولعل هذه الوصف انطبق تماماً على المكان المقتطع من سجن أم درمان المركزي لحجز المنتظرين قيد التقاضي الذين لم تصدر المحاكم تجاههم أي عقوبة بعد، فقد حكى نزلاء من ذلك القسم لـ(سودان فيرست) حجم المعاناة الذي يواجهونها، وطالبوا بتحسين الأوضاع أو إطلاق سراحهم بالضمان حتى يفتى في أمرهم.
وقال أحد النزلاء، إن منطقة (كولمبيا) بسجن أم درمان المركزي تعاني من بيئة صحية سيئة لأن المكان متسخ، وينتشر فيه البعوض بكثافة، فضلاً عن انه لم تتم فيه أي عملية نظافة أو تعقيم وقائي لمرض (كورونا)، كاشفاً عن اكتظاظه بالسجناء الذين يصل عددهم إلى ألف شخص يفترشون الأرض في مساحة ضيقة، الفاصل بين سجين وآخر أقل نصف متر.
وأوضخ سجين آخر أن الطعام الذي يقدم لهم ردئٌ من حيث الجودة وقليلٌ من حيث الكمية، مشيراً إلى أن المساجين كانوا قد دخلوا في إضراب شامل عن الطعام بعد تسليمهم مذكرة لرئيس السجن تحتوي على المشكلات التي يتعرضون لها، مبيناً أن مدير السجن بعد استلام المذكرة طالبهم بفك الإضراب مع تقديمه وعوداً بمعالجة المشاكل، ونوه السجين الذي تحدث للصحيفة أن بعض حراس السجن مستفيدون من تلك الأوضاع لأنهم يقومون باستجلاب الاحتياجات من الطعام والشراب بأسعار مرتفعة مستغلين حوجة النزلاء.
ويشتكي نزلاء الانتظار كذلك من عدم السماح لهم باستخدام التلفونات بعد إيقاف الزيارات بسبب (كورونا)، الأمر الذين تسبب لهم كما يقولون في انقطاع أخبار ذويهم عنهم، ويطالبون بإطلاق سراحهم في ظل تعطيل المحاكم بسبب جائحة (كورونا)، لأن العدالة تتطلب ذلك، فهم حتى الآن بريئون، قائلين: إن من المفترض تفعيل الضمان بدلاً من الحبس سواء كان الضمان العادي أو الضمان الغارم.
ويناشد محتجزو (كولمبيا)، السلطات العدلية ومنظمات حقوق الإنسان بتبني قضيتهم وتقديم المساعدات، وقبل ذلك تسجيل زيارة للوقوف على سوء الأوضاع التي يعيشون فيها.
يُذكر أنّ السلطات السودانية قامت بالإفراج عن أكثر من أربعة آلاف سجين، وذلك في إطار جهودها للحد من انتشار فيروس (كورونا) المستجد، لكن شمل العفو فقط بعض سجناء الحق العام.