سودان فيرست ـــ الطيب إبراهيم
لحد كبير يمكن وصف الدكتورة نجوى قدح الدم، ابنة أم درمان وسليلة (قدح الدم) أحد أمراء المهدية البارزين، بالوزيرة غير المُتوّجة للخارجية السودانية، فالدكتورة التي نجحت في إعادة المياه إلى شرايين العلاقة بين الخرطوم وكمبالا إبان عهد النظام البائد، نجحت كذلك على نحو ما في تسويق السودان وترميم علاقاته خارجياً من خلال شبكة علاقات تمتاز بها الدكتورة، ويمكن القول إن توحيد رؤى السودان ويوغندا حول ما يجري في جنوب السودان من معارك، كانت القضية الأبرز التي نجحت فيها، بينما فشل جميع وزراء خارجية الإنقاذ منذ أيام علي كرتي وإبراهيم غندور، مروراً بالدرديري محمد أحمد. تخرجت قدح الدم في كلية الهندسة الميكانيكية جامعة الخرطوم عام 1989، وحصلت بعدها على درجة الماجستير في الطاقة المتجددة، ثم التحقت بوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، ثم جامعة زيمبابوي. وخلال رحلتها العلمية تزوجت من أستاذها، ألماني الجنسية أحمد نومان، قبل أن تنفصل عنه. ونفت نجوى في وقت سابق، تقارير أشارت إلى عملها مستشاراً لرئيس يوغندا يوري موسيفيني، كما نفت أي علاقة لها بمدير جهاز الأمن السابق صلاح قوش، وأشارت في تصريحات سابقة إلى أنه عُرض عليها العمل كسفيرة في يوغندا، لكنها رفضت المنصب لرغبتها في العمل الدؤوب على تطوير علاقة السودان بيوغندا وتحقيق السلام في المنطقة.
تعمل نجوى قدح الدم كباحثة وعالمة وناشطة سياسية، ومهتمة بالشأن العام، تقول عن نفسها إنها مستقلة، وقامت بالعديد من الأدوار الدبلوماسية، وتعد مهندسة لقاء رئيس المجلس الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في فبراير الماضي بمدينة عنتيبي اليوغندية، وتحفّظت قدح الدم عن الإدلاء بأي معلومات تنفي أو تؤكد مشاركتها في هندسة اللقاء، والذي شكّّل نقطة تحوُّل كبيرة في السياسة الخارجية السودانية لجهة التطبيع مع إسرائيل، وأثار انقساماً في الوسطين السياسي والشعبي بين رافض لمثل هذا التوجُّه، خصوصاً لما يمثله من طعنة للشعب الفلسطيني، وبين مُؤيِّدٍ له. واكتفت قدح الدم في تصريح واحد، بالتأكيد أنها حضرت اللقاء بصفتها سفيرة في القصر الجمهوري للسودان.
وفي 25 مايو الماضي، أعلنت قدح الدم إصابتها بفيروس (كورونا) قبل أن تتوفى اليوم الأربعاء في مستشفى علياء بالخرطوم متأثرةً بالوباء.