سودان فيرست ـــ نعمان غزالي
انتقل إلى جوار ربه صباح اليوم الخميس، الشاعر الكبير محجوب سراج.. شاعر الأمنيات الممطرة بالصدق والحنين، ويُعتبر سراج من أعظم شعراء السودان المُعاصرين، تعامل مع كبار الفنانين وله أعمال خالدة ومن أشهر قصائده (بعد الغياب، حيّرت قلبي معاك، الجرح الأبيض، مين قسّاك).
معجزة حي العرب
محجوب المولود في حي العرب بأم درمان في العام ١٩٣٧م، ظل باذلاً تلك المفردات المتفجرة بالصدق، لا تشوبها ثقائل الرمزية، فبساطة مفردته المُزجاة باقترابات فلسفية عميقة جعلت منه أنموذجاً للتعاون مع عمالقة اللحن والطرب أمثال إبراهيم عوض الذي تغنى له بأغنية (مين قسّاك مين قسى قلبك) وأغنية (ليه بتسأل عني تاني)، وعثمان حسين في أغنية (أحبك أحبك)، وثنائيته الدفاقة مع الفنان صلاح مصطفى التي أفرزت إنتاجاً غزيراً في مطلعه حبة شوق، كما تميّز مع صلاح بن البادية بالمقدسة الجرح الأبيض، فتعاونه المُثمر كان بنفس قوة بداياته مع صالح سعد في أغنية (القطار) التي كانت أغنية الموسم آنذاك.. (وحيّرت قلبي معاك) لثنائي العاصمة وأعمال كثيرة جداً.
قرن ونصف من الإبداع
سراج ظل يتقد ابداعاً طيلة ٨٣ عاماً، دافناً أشواقه وحنينه في صبره ودموعه كما وصف نفسه، لكنه اْسعدنا بكلماته وجمّل بها حياتنا واْضاف إليها روائعَ لم تكن لتخرج إلا من محجوب سراج فقط.