الخرطوم ـــ سودان فيرست
ظهرت في الفترة الأخيرة على التطبيق الأشهر (فيسبوك)، صفحات كثيرة تحمل اسم السوداني (اللبيس والاكيل) وغيرها، واستطاعت أن تجذب عدداً كبيراً من الأعضاء والمتابعين، لكنها سرعان ما تراجعت وأصاب الأعضاء الملل من تكرار الأفكار والمواضيع، بل إن بعضها انحرف عن مساره وتسبب في مغادرة متابعيه وبعض الصفحات أُغلقت تماماً.
لكن قروب (الزريع السوداني)، خطف الأضواء من جميع صفحات الفيسبوك، إذ يعتبر أحد أهم المجموعات الفعلية والتي تمثل أهمية كبيرة من خلال المنشورات التي ينشرها الأعضاء عن أهمية الزراعة المنزلية من أزهار وفواكه وخضرواتٍ، إضافةً لتسويق أصحاب المشاتل وعرض منتجاتهم عبره بشروط معينة يضعها (الأدمن)
وتتزايد أهمية الزراعة المنزلية في الفترة الأخيرة، كونها باتت تمثل نمط حياة للكثير من العائلات منذ وقت قريب، إذ أصبحت تعتمد على ما تجود به الحديقة المنزلية وحتى أسطح المنازل من منتجات زراعية نظيفة وآمنة، نتيجة استخدام مياه نظيفة وأسمدة عضوية بدلاً من استخدام الأسمدة الكيماوية المسببة للسرطانات، فضلاً عن أن فترة الحظر المنزلي بسبب جائحة فيروس (كورونا) ساهمت في تشجيع عدد من الناس للزراعة عملاً بالمقولة الشهيرة “نأكل مما نزرع”، إذ أن الزراعة المنزلية تستهوي الكثير من الأسر، فالقروب يعمل على نشر ثقافة الاهتمام بالتشجير من جهة، وزراعة الفواكه والخضروات في المنزل بطرق سهلة وعصرية، ويتم ذلك من خلال نشر الأعضاء صور حدائقهم التي قاموا بزرعها في مساحة صغيرة من المنزل وأحياناً تكون عن طريق المزهريات أو “الفازات”.. شعار مجموعة “الزريع السوداني” احتوى على عبارات هادفة تمثلت في هاشتاق بعنوان “يلا نزرع” يتبعه شعار آخر “مجتمع هادف ممتع ومفيد”.. والمُلفت للنظر عند تصفحك للصفحة الرئيسية بالقروب تجد شعارها خريطة السودان مكتملة، أي أنها تدعو للوحدة بين أبناء الوطن الواحد.. عدد أعضاء الصفحة وصل الى أكثر من (129) ألف عضو وهذا الرقم الهائل يدل على اهتمام المجتمع السوداني بالزراعة، كيف لا وقد اشتهرت المناطق الريفية وأطراف المدائن بالزراعة، فضلاً عن أن المجموعة لم يتم إنشاؤها في هذه الأيام فقط، بل قبل أكثر من عامٍ، إلا أن الإقبال على الانضمام إليها أصبح في تزايد كبير، فمجتمع (السوشيال ميديا) أصبح يركز على المجموعات الهادفة بعيدة عن تلك التي لا أهداف لها سوى كثرة الثرثرة والمزاح، وأشار بعض الأعضاء إلى أنها استطاعت أن تسحب البساط من تحت أقدام مجموعتي “الاكيل واللبيس السوداني”.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل ستحقق هذه المجموعة شعارها “يلا نزرع”، وتُساهم في نشر ثقافة الاهتمام بالحدائق المنزلية..؟