سودان فيرست ــــ الطيب إبراهيم
أجاب نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان (حميدتي) بوضوح شديد، على أسئلة كثيرة ظلت تدور حول الدور الذي ستقوم به المؤسسة العسكرية في مقبل أيامها، وأكد خلال حديثه في ختام اجتماع اللجنة العليا للطوارئ الاقتصادية، بصورة لا تدعو للريبة، أي دور ذلك الذي تعتزم المؤسسة العسكرية القيام به.
وقال (حميدتي)، إن المؤسسة العسكرية ستقود الشعب لصناديق الانتخابات شاء من شاء وأبى من أبى، (ضٌر كده)، وهي رسائل في بريد المنادين بانتخابات مبكرة أو من يطالبون المؤسسة العسكرية باستلام زمام أمر البلد.. (حميدتي) لم يتوقف عند هذا وإنما أشار إلى أنهم بـ(كاكيهم دا سيأتون بالديمقراطية)، وهي إشارة معني بها المشككون في دور القوات النظامية، من أن تقوم في مرحلة ما بإجهاض الفترة الانتقالية تحت ذرائع شتى.. صحيح أن الرجل الثاني في هرم السلطة السيادية تحدث عديد المرات حول عدم رغبتهم في الحكم، لكن تصريحات مساء الثلاثاء، تكتسب أهميتها، من كونها قيلت قبل أقل من أسبوعين على دعوة غامضة للتظاهر في 30 يونيو، ما يشير إلى أن المؤسسة العسكرية بكل تصنيفاتها متفقة ومؤمنة على ضرورة الوصول إلى صناديق الاقتراع، وأن تمر الفترة الانتقالية بسلام. وحتى يحدث ذلك، يدرك نائب رئيس مجلس السيادة، أنهم بحاجة لإجراء إسعافات عاجلة لتهدئة الوضع الاقتصادي وكبح جماح الأسعار.. ومن هنا، بحسب مراقبين، يمكن فهم، التحذيرات التي أطلقها (حميدتي) بشأن تجار الدولار، والتهديد بتطبيق القانون في المتلاعبين بقوت الشعب، ذلك لأن الوصول لصناديق الاقتراع يتطلب أن يعيش الشعب السوداني على الأقل على قدر من المعقولية فيما يلي الحاجات الأساسية، وإلا فإن رغبة القوات النظامية في الوصول لصناديق الاقتراع ستصبح مهددة. (حميدتي) أكد كذلك، على حياديتهم وأنهم يخدمون من أجل الشعب ليس من أجل حزب مُعيّن أو جهة محددة، وأضاف أن مجلس السيادة لم يتسلم الحكم لدعم حزب أو جهة بعينها، وإنما (لمساعدة هذا الشعب المسكين، وسنمضي للنهاية في خدمة الشعب لو الناس أرادت أم رفضت). حريٌّ بالقول إن (حميدتي) وضع النقاط فوق حروف كانت غير واضحة لحد ما، وبعث رسائل تطمينية بشأن مخاوف من استمرار الفترة الانتقالية بسلاسة حتى موعد صناديق الانتخابات، كما أنه قطع الطريق أمام دعاة الانتخابات المبكرة وأكد بما لا يدع مجالاً للشك عدم رغبة القوات النظامية في الاستئثار بالسلطة أو الانحراف عن العهد الموقع.