سودان فيرست ـــ عبد الرؤوف عوض
أكثر من (65) يوماً من بدء تطبيق الحظر الشامل، توقفت فيها كافة الأنشطة والعمل في معظم دواوين المؤسسات الحكومية جزئياً إن لم تكن كلياً في بعضها، وتوقفت أنشطة معظم القطاع الخاص بعد انتشار جائحة (كورونا) في السودان، مما أثر على مجمل الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية وحتى الصحية، ولكن كانت هنالك محاولات جادة من بعض القطاعات للاستفادة من تطور الاتصالات بالبلاد والاستفادة من التقنية وتطور الاتصالات في تحريك العديد من الأنشطة ومزاولة العمل من مناطق الإقامة الجبرية من منازلهم وبعض من تقطّعت بهم السبل خارج الأوطان، استطاعوا مزاولة نشاطهم من خلال الاستفادة من الشبكة العنكبوتية.
نجاح الصحف
داخلياً، توقفت الصحف الورقية ولكنها تحولت إلى صحف إلكترونية مستفيدة من تقنية الإنترنت والوصول إلى قراء كثر، مما كانت عليها في السابق، بل وصلت المعلومة للقارئ في منزله دون جهد وعناء ولم تتوقف الصحف من دورها الرسالي حتى في أحلك الظروف ووصلت إلى المستشفيات ومناطق عزل المصابين. ويقول عدد من الصحفيين، إنهم استفادوا من تقنية الاتصالات وتطورها في تحريك نشاطهم ودورهم لتوصيل المعلومة إلى القارئ دون عناء.
ويقول الزميل الأستاذ محمد عبد اللطيف المدقق اللغوي، إنّ العمل لم يتأثر في فترة الحظر وسار كما كان ما قبل الحظر، بل وبفضل التكنولوجيا أصبح الإنجاز أكبر، حيث تصل المادة الخبرية جاهزة في مكان وجود الصحفي عبر الإنترنت مما مكّنهم من الاستفادة بقدر أكبر من الوقت والذي كان يهدر في البحث عن المواصلات وغيرها.
تجربة جديدة
واستطاعت بعض المؤسسات في القطاعين العام والخاص في مواصلة أنشطتها دون توقف، ويقول العاملون، إنهم استطاعوا إنجاز أعمالهم وتكاليفهم من منازلهم، مستفيدين من الإنترنت.
ويقول د. هيثم فتحي: (لأول مرة أخوض تجربة عمل أون لاين، وحفاظاً على السلامة، التزمت بالعمل من المنزل وأحببت التجربة كونها اضافت لي الكثير، بالرغم من انني اشتقت للزملاء، ولأجواء العمل المكتبي). ويقول فتحي لـ(سودان فيرست): العمل عن بُعد جعلني أواجه صعوبة في بعض الأحيان ولكن تمكنت من التأقلم وإنجاز ما يُطلب من مهام).
التعليم الإلكتروني
كما أن بعض القطاعات الأخرى استفادت من التقنية الحديثة في مواصلة عملها خارج البلاد. وتقول محاضرة جامعية فضّلت عدم ذكر اسمها إنها واصلت في تقديم محاضراتها لطلابها لإحدى الجامعات الصينية من الخرطوم بعد أن تقطعت بها السبل بعد إغلاق الأجواء، مشيرةً إلى أن المعاناة الوحيدة التي تواجهها تمثلت في فرق التوقيت بين البلدين.
تطور شركات الاتصالات
ويقول د. محمد الناير الأستاذ الجامعي، إن في فترة الحظر لم تتوقف أعمالهم، حيث استفادوا من التكنولوجيا في إعداد المحاضرات والتواصل مع بعض الطلبة عبر الشبكة العنكبوتية، وذلك بعد إعدادهم ترتيب الأمور والاستفادة من الوقت الكافي في تجهيز الأعمال جيداً، ويضيف الناير: (إن التغييرات التي حدثت في السودان من تطور التقنية وتعدد الشبكة العنكبوتية وتوسع شركات الاتصالات، أسهم وبشكل كبير في فتح باب الدراسة عبر التقنية والتعليم عن بُعد)، وأشار إلى أن أساتذة الجامعات على أتم الاستعداد لتقديم المحاضرات عبر التقنية الحديثة خاصة وأن برامج التعليم عن بُعد أصبحت ضرورة حتمية بعد جائحة (كورونا)، ودعا الناير، الدولة للاهتمام بزيادة التعامل عبر التقنيات ومد شبكات الاتصالات لكل مناطق السودان للاستفادة من مثل هذه التجارب مستقبلاً.
تسابق الجامعات
وأعلن عدد من الجامعات السودانية، البدء في تكملة الدراسة للطلاب عبر تقنيات الإنترنت والدراسة عن بُعد بتقديم المحاضرات عبر تقنية الفيديو، لإكمال دراستهم التي تعطّلت بسبب جائحة (كورونا). وبدأت جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا في تطبيق مشروع الدراسة عن بُعد، بإصدار بيان للطلاب، قالت فيه إنها (تستشعر أهمية المحافظة على صحة الطلاب والالتزام بقيود التباعُد الاجتماعي المفروضة من وزارة الصحة، وإنها تسعى جاهدةً في الوقت نفسه لاستغلال فترة الحظر الصحي لمواصلة الفصل الدراسي، الذي تم قطعه بسبب الجائحة، وذلك بتطبيق نظام الدراسة عن بُعد، حرصاً منها على مستقبل الطلاب وعدم تأخرهم في الدراسة). وفي إطار التجهيز للمشروع، حثت الجامعة، طلابها على ملء الاستبيان المخصص لحصر أعداد الطلاب بالكلية المعنية ومعرفة إمكاناتهم لاستخدام منصات التعليم الإلكتروني، بغرض اختيار التقنيات الملائمة لمواصلة الدراسة للفصل الدراسي الحالي عن بُعد.