حياة النساء فيما بينهن تمر بمُنعطفاتٍ لا يُمكن أن يحسها إلا من عاشرهن، إذ تصعب الحياة فيما بينهن ويصبح التعامُل أمراً مُستحيلاً، خاصةً في أماكن العمل إذا كانت المرأة هي القيادية وصاحبة الكلمة ربما تحسن التعامُل مع الجنس الآخر وتظهر المُرونة التي تتَحوّل إلى خُشونة مع بنات جِنسها وتُسيطر عليها الأنانية، الشئ الذي أدّى إلى حالات إحباط من قِبل مُوظفات أظهرن تذمُّراً واضحاً من طريقة تعامل المرأة مع بنات جنسها بكل خُشونةٍ.
(1)
سناء تشغل وظيفة مرموقة بإحدى المُؤسّسات الحكومية، أكدت أنّ المرأة في المناصب القيادية يصعب عليها التعامُل مع بنات جنسها، لافتة إلى أنها تسعى لفرض سيطرتها وإظهار الخشونة في التّعامُل دُون مُبرِّر، إضافة إلى مُحاولات تقليل قيمة المُوظّفات اللائي يتبعن لإدارتها، وقالت إن العمل تحت قيادة رجل أسهل من العمل مع المرأة.
(2)
آسيا مُعلِّمة بمرحلة الأساس بأم درمان لفتت إلى أنّ مُديرتها بالعمل شديدة في التعامُل للحد الذي أدّى لتقديم عددٍ من زميلاتها بطلب التحويل إلى مدارس أخرى بسبب قسوتها غير المُبرّرة، قائلةً: (أغلقت كل أبواب التعامُل بيننا للدرجة التي أصبحنا نأتي للعمل مُجبرين حتى لا نفقد وظائفنا، كنا نحلم بأن يسود بينا الود وروح التفاهُم باعتبار أنها امرأة مثلنا وقادرة على تفهم ظروفنا، لكن حدث العكس! مشيرةً إلى أنها تتعامل مع الجنس الآخر بشكل أفضل وتتماشى معهم في أعذارهم المُتكرِّرة).
(3)
ومَضت إنعام المُوظفة بشركة بالقطاع الخاص في ذات اتّجاه من سبقنها بالحديث وهي تتحدّث بكل أسفٍ عن تنمُّر النساء اللائي يَشغلن مناصب قيادية قائلةً: (النقد الشديد والتعنيف المُستمر هو حال أغلب النساء اللائي يَشغلن مناصب قيادية بالمُؤسّسات المُختلفة، مؤكداً سعي المرأة في خلق فجوة بينها وزميلاتها باعتبار أنهن أقل منها درجة وظيفية)، مشيرة إلى أن كل منهن تعمل على فرض شخصيتها حتى لا تطمع غيرها في المنصب، مُؤيِّدةً حديث سابقتها بأن العمل تحت قيادة الرجل أفضل بكثير من النساء.