حوارـــ نعمان غزالي
قبل سنوات قليلة، ظهرت في البرنامج الشهير (أغاني وأغاني)، تردد أغنيات العملاق الراحل عثمان حسين، فأجادت وأبدعت، وتوقّع الكثير من النقاد أن تكون رقماً صعباً في خارطة الغناء السوداني، رغم ما شاب مسيرتها من هبوط وصعود، إلا أنها استطاعت أن تقدم نفسها بصورة مختلفة كل مرة تطل فيها على الجمهور من خلال المسارح أو الوسائط المختلفة.. إنها الفنان فاطمة عمر التي جلسنا معها في دردشة حوت الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهن القارئ الكريم فتعالوا نقرأ:-
*فاطمة توقّفت عند محطة (أغاني وأغاني)؟
ـــ لأن البرامج كلها أصبحت (تشبه بعض)، لكن أغاني وأغاني (زي صينية الغداء)، فهو برنامج مروج له بشكل جيد وأنا من المحظوظين بمشاركتي في أغاني وأغاني، رغم أنني شاركت في برامج أخرى كالسهرات وغيرها، إلا أن فارق التوقيت وطريقة عرض البرامج الأخرى جعلت مُشاركتي في أغاني وأغاني هي الأبرز، لكني لم أتوقف عند محطة البرنامج.
*أقنعت المستمعين من خلال ترديد أغنيات العملاق الراحل عثمان حسين، هل نجحت أغنياتك الخاصة في إقناعهم؟
ـــ هذا السؤال (حمّال أوجه) وبالرغم من أنني أصبحت محصورة في أغنيات الراحل العملاق عثمان حسين، إلا أنني أنتجت أغنياتي الخاصة ووجدت القبول وسط المتابعين، لكنها بلا شك لن تكون مثل أغنيات عثمان حسين.
*لكل شريحة في المجتمع دورها في التغيير ما هو دور الفنان؟
ـــ من المفروض للفنان أن يُحارب العادات السيئة، وأن يُطوِّر من نفسه ليكون قدوة لغيره من الفنانين والمعجبين، ويجب أن نحب بعضنا كفنانين وأن تكون هناك وحدة فنية بين الفنانين تؤثر إيجاباً على المجتمع، ومصداقاً لسؤالك هناك معجب سمى ابنته فاطمة وهذه مسؤولية كبيرة على الفنان.
*ظهرتِ داخل المواكب إبان الحراك الثوري، هل كنتِ تقودين الموكب أم تغنين للثوار؟
ــ لا هذا ولا ذاك، كنت أخرج كمواطنة سودانية عادية، وفي كل مرة أخرج فيها للموكب كنت أودع أمي مثل كل الفتيات السودانيات، وحتى وجودي داخل القيادة العامة لم أكن فاطمة الفنانة، ولكنني كنت فاطمة عمر المواطنة السودانية، ولم أنتمِ يوماً لأي حزب سياسي.
*هل ترين أن دور الفنانين مقنع خلال الحراك الثوري الأخير؟
ــ كان هناك دورٌ للفنانين، لكنه كان هزيلاً بسبب (الخوف) من النظام الباطش الذي كان لا يتورّع في إلحاق الأذى بأي شخصٍ، ناهيك عن الفنانين الذين يعتبرون مشهورين ويسهل الوصول إليهم، وشخصياً كنت أتوقّع أن (يقتلوني) في كل موكب وكل تظاهرة أخرج فيها.
*ما هو جديد فاطمة عمر؟
ــ في الأيام المقبلة سأقدم تجربة مختلفة في الأداء عبر لونية مختلفة تتناول القضايا المجتمعية الشبابية كالعزوف عن الزواج مثلاً، وسأنتج برنامجاً للأطفال لأنّ البرمجة التلفزيونية الحالية لا تقدم برامج مُرضية للأطفال، وفكرة البرنامج هي حلم بالنسبة لي ورغبة للعودة إلى مجالي الأساسي وهو تقديم البرامج لأنني درست الإعلام في جامعة الخرطوم.
* برغم ظهور عديد الأصوات النسائية خلال الفترة الماضية، إلا أن قليلاً منهن استطاع البقاء تحت الأضواء، ما السبب في رأيكِ؟
ــ الزواج.. نهاية كل فنانة (إلا تدخل المجال متزوجة)، لأن الغناء وواجبات المنزل من الصعوبة التوافق بينهما، وبعض المعجبين يُفضِّلون الفنانة غير المتزوجة رغم أن ارتباطها من عدمه لا يعني له شيئاً لكنها (غيرة المعجب).
* فاطمة قليلة الظهور في الإعلام مقارنة بفنانات أخريات؟
ــ في ظل الظروف التي مرّت بالبلاد وخصوصاً جائحة (كورونا)، لم يكن الظهور متاحاً لخطورة الخروج من المنزل وأنا مصابة بالأزمة وأغلب البرامج (فيها اختلاطٌ)، لذلك آثرت (الجلوس في البيت)، لكن عدم ظهوري الأخير لم يكن مُتعمِّداً، لكن لندرة الأحداث.
*هل حققت الثورة السودانية أهدافها؟
ــ لا لم تحقق أهدافها، فحتى الآن هناك محسوبية وتنمر، فحادثة تعيين الولاة من النساء وما صاحبها من ردود فعل لا تزال في الأذهان، ونحن حتى الآن (شغالين بفهم المرأة كان بقت فاس ما بتكسر الرأس)، والمواطن لم يستفد من الثورة حتى الآن، فالقضايا التي خرجنا لأجلها لم تتحقق بعد.
*هل نحتاج نوعية معينة من الغناء خلال الفترة الانتقالية؟
ــ لا نحتاج للغناء حالياً، لكننا نحتاج إلى تأهيل نفسي، حتى نحن الفنانون نحتاج لإعادة تأهيل خصوصاً بعد فض اعتصام القيادة العامة، زد على ذلك انقطاع المياه والكهرباء وصفوف الرغيف (الفنان ذاتو يغني كيف ومزاجو مُعكّر؟ والكهرباء قاطعة).
* أخيراً نترك لكِ كلمة أو دندنة أو رسالة؟
ــ سأختار أن أقول نحن كسودانيين نحتاج للغناء والموسيقى والسكينة، لكننا مغلوب على أمرنا بسبب الأزمات الحالية، فالوضع الحالي غير مُطمئنٌ (وبالطريقة دي ما حنعبر ولا حننتصر)..!!