تقرير ـــ صباح المصباح
عاش نادي الهلال، فراغاً إدارياً كبيراً، عقب نهاية فترة مجلس الكاردينال في السابع والعشرين من الشهر الماضي، وذلك بعد رفضه البقاء يوماً واحداً بعد إكمال فترته. وتمثل الفراغ الإداري في تأخر إعداد الفريق لمتبقي مبارياته في النسخة الحالية من الدوري الممتاز، بجانب تذمر بعض منسوبيه الأجانب ومطالبتهم بحقوقهم المالية، ليلتقط المكتب التنفيذي للنادي بقيادة مهيار الطيب، زمام المبادرة، ويجري اتصالات هاتفية باللاعبين ويعلن عن تجميعهم بمعسكر مقفول بفندق الجوهرة الزرقاء، وبالفعل أطلق الكوتش الفاتح النقر صافرة إعداده إيذاناً بانطلاقة التدريبات.
في هذه الفترة، سلمت التنظيمات الهلالية المختلفة قوائم ترشيح للاتحاد العام لدخول لجنة التطبيع، وحدث شئ لم يكن في الحسبان، حيث ظهر الكاردينال من جديد في الساحة الهلالية، وطلب اجتماعاً عاجلاً برئيس الاتحاد العام، والذي بدوره حدد له ثلاثة خيارات، أولها أن يقدم طلب إضافة أعضاء لمجلسه ويستمر في تأدية المهام خلال الفترة القادمة، وذلك بالاستفادة من استثناء منشور الاتحاد للمجالس المنتخبة بالاستمرار بسبب جائحة كورونا، وثانيها أن يقدم لجنة تطبيع يكون رئيسها هو، والخيار الثالث أن يقدم الكاردينال لجنة تطبيع برئيس خلافه.
واختار أشرف، الخيار الثاني وهو القبول بلجنة تطبيع برئاسته تقود النادي في فترة شهرين الى ثلاثة أشهر، وينتظر الكاردينال موافقة لجنة الطوارئ بالاتحاد السوداني لكرة القدم على قائمته التي قدمها وتشمل عبد العظيم سعد الله نائباً للرئيس، الفريق شرطة السر أحمد عمر سكرتيراً، عقاد أميناً للمال، أحمد دولة قدامي لاعبين، وأفكار وداعة الله للمناشط، وعضوية الأب الروحي للاعبي الهلال العم شبشة وآخرين. ولعبت الهيئة الاستشارية بنادي الهلال دوراً كبيراً في إقناع الكاردينال بالاستمرار في رئاسة نادي الهلال. وقابلت التنظيمات الهلالية هذه الخطوة برفض كبيرٍ، كما قدمت بعض التنظيمات طعوناً لاتحاد الكرة ضد قيادة أشرف للجنة التطبيع.
ويقول سكرتير الهيئة الاستشارية السابق بنادي الهلال، عوض شبو إن الكاردينال دفع أموالاً طائلة ولكن لم يكن لديه تخطيط واضح، ولم يعط العيش لخبازه، على الرغم من أن لديه خامات متميزة وهنالك خبرات هلالية متراكمة، مشيراً إلى أن النادي في فترته كان يسير دون مؤسسية ولا يوجد هدف واضح، والجماهير لا تريد بنية تحتية، تريد بطولات، وأكد شبو أن القائمة التي قدمها الكاردينال تحوي اشخاصاً غير موافقين على التواجد في لجنة التطبيع، وطالب بفتح باب العضوية لكل الهلالاب.
وقال المنسق الإعلامي لنادي الهلال، محمد إسماعيل، ان عودة الكاردينال أسعدت الجميع، وإنه قدم للنادي الكثير، ويستحق أن يتواجد في رئاسة النادي لفترة أخرى، وأشار إسماعيل الى أن الأصوات التي تشير الى أن أشرف لم يقدم للهلال تظلمه كثيراً، وأضاف (الحقيقة أنه لم يقصر في حق الهلال).
أما عمر النجار، فقد أكد أن عودة الكاردينال، سيناريو متوقع رغم المسرحية السيئة الإخراج، التي قام بها بمساعدة أعوانه ومنسوبيه، وأضاف (المؤسف حقاً أنّه لا يعي دوره كرئيس للجنة تطبيع عندما يصرح بأنه رئيس تنظيم عزة الهلال وهذا ما يؤكد عدم حياديته في ملف العضوية وتعديل النظام الأساسي لنادي الهلال للتربية، ولا حتى انتخاب لجنة الانتخابات ولجنة الاستئناف للانتخابات فهو غير مؤتمن عليها)، وهاجم عمر الاتحاد العام ولجنته القانونية، قائلاً بأنهم تغوّلوا على القانون واللوائح والنظام الأساسي لنادي الهلال، وأضاف (هؤلاء يمتلكون الآلية التي تمكنهم من الإشراف قانوناً على تسيير النشاط وإقامة جمعية وانتخابات الهلال وتعديل النظام الأساسي، وسيقومون بإعلان لجنة تطبيع برئاسة الكاردينال وسيكون هنالك شأن كبير للوضع القانوني، ومعضلة العضوية المسيطر عليها تماماً من قبل الكاردينال وسيجدنا له بالمرصاد إن شاء الله حفاظاً على حقوق ومكتسبات أعضاء نادي الهلال للتربية)، واختتم النجار حديثه لـ(سودان فيرست)، قائلاً إنّ إعلاء مصلحة الهلال، همّهم الأول والأخير.
ومن جهته، كشف عضو الهيئة الاستشارية بنادي الهلال، الخليفة مختار مكي، عن كواليس عودة الكاردينال، مشيراً الى أنهم قصدوا من إقناع أشرف بالاستمرار، لاستقرار نادي الهلال، والذي أكد أن الكيان هو همّهم الأول والأخير، وأبان الخليفة أنهم لا يهمّهم مَن يحكم، ولكن يهمّهم الهلال، وأشار الي أن الكاردينال هو الخيار الأنسب للهلال حالياً.