سودان فيرست ـــ تسنيم عبد السيد
على نحو مفاجيء، ارتفعت أسعار الأدوية المُصنّعة محلياً بصيدليات الخرطوم، فضلاً عن شُح بعدد كبير من الأصناف من بينها ادوية منقذة للحياة يتم استيرادها من خارج السودان.
وكشفت جولة لـ(سودان فيرست) بصيدليات الخرطوم، عن ارتفاع في عدد من الأصناف الدوائية منها عقار الملاريا “كوميثر دي” سعر العبوة “٢٤ حبة” بلغ (180) جنيهاً، بعد أن كان (60) جنيهاً في النصف الأول من هذا العام، وقال الصيدلي د. محمد الخاتم لـ( سودان فيرست)، إن هنالك نقصاً حاداً في أدوية الملاريا، وإنه ليس متوفراً منها هذه الأيام غير عقار واحد يُصنّع محلياً، واعتبر الخاتم أن ذلك الشُح سببه ارتفاع معدلات الإصابة بالملاريا وسط المواطنين بسبب السيول التي اجتاحت عددا من مناطق السودان. بينما المضاد الحيوي “جي ام سيراسين” وصل سعره (700) جنيه بعد أن كان لا يتجاوز (200) جنيه قبل نحو شهرين.
مضاد الالتهاب ومسكِّن الألم “كلوفين” تراوح سعره بين (300 – 500) جنيه.
في وقت اعتبرت د. رحاب السيد في حديثها لـ(سودان فيرست) أن الارتفاع المتزايد في أسعار الأدوية يرجع إلى تساهل الدولة في السيطرة على سوق الدواء، وان أصبح مرتعاً خصباً لتجار الشنطة والسوق السوداء، ما يجعلهم تلقائياً يتحكمون في الأسعار، دون رقابة من الجهات المختصة.
يُذكر أن المصانع الوطنية في السودان تُغطي نحو 40% من حاجة السوق من الأدوية، والمتبقي يتم سدّه عبر نوافذ الاستيراد.
من جانبها، اعتبرت عضو تجمع الصيادلة د. سماهر المبارك أن ارتفاع أسعار الأدوية والشُّح فيها ليست أزمة جديدة، وإنما مستمرة منذ شهر يناير، لكنها تتفاقم كل حين وآخر بسبب عدم وضوح رؤية الدولة تجاه قطاع الدواء، وعدم إنزال الموضوعة الى أرض الواقع.
وأكدت د. سماهر لـ(سودان فيرست) أنه يتوجّب على الحكومة إيفاء التزاماتها بتوفير النقد الأجنبي للقطاعين الحكومي والخاص للبدء في لستيراد الدواء، لسد حاجة السوق من الأصناف الدوائية التي انعدمت وبعضها أدوية منقذة للحياة، وشددت د. سماهر على أن هنالك قوانين ولوائح تحكم أسعار الأدوية، نافية وجود جهات ذات مصلحة تتحكّم في زيادة الأسعار، وأكدت على أن الأسعار ترتفع بعلم الدولة ووفق الضوابط المحددة.
وأكدت عضو تجمع الصيادلة أن تحقيق الوفرة الدوائية بالسودان يتطلب توفير 55 مليون دولار شهرياً لاستيراد الدواء والمواد الخام للتصنيع المحلي.