الخرطوم– سودان فيرست
استمراراً لنشاطه الأدبي، واستهلالاً لفعاليات الشهر الجاري، أقام بيت الشعر الخرطوم نهارية شعرية يوم الاثنين 7 سبتمر 2020م، قدم خلالها ثلاثة شعراء وجمّلوا أروقة قاعة النشاط ببيت الشعر، وزيّنوا الأوقات التي زانها القصيد نهاراً وعانقت قوافيها خيوط المساء، حيث ضمت الأمسية الشعراء: بشير أبو سن، أحمد عماد الدين عثمان، والشاعرة فاطمة الصادق.
ومن قراءات الأمسية يقول الشاعر أحمد عماد الدين:
“الحُبُّ ما طاب بعد الموتِ صاحبُهُ
والموتُ ما ثار من طُوفانه الحدثُ
بحرٌ من التِّيهِ في أعماقِهِ رقَدَت
حلوُ الفوانيسِ في شُطآنه الرَّوثُ
يا منشداً في رحالِ الصَّمت أغنيةً
تُتلى على موجةٍ ما صابها رَمَثُ
أنَّى استرقتَ عيوناً من صفاء جوًى
وجفَّ من بعد موتٍ قلبُك الدَّمِثُ
أو انتبذت بعيداً عن بلادِ هوًى
ينامُ في عاتقيها الجدُّ والعبثُ
فلن تُبثَّ حياةٌ بعدما اهترأت
على الصحائفِ ذكرى خانها اللَّهَثُ
فاقفز إلى ربوةِ الآتين منتمياً
إلى سحابٍ ثقيلٍ ليس يكترثُ
واخلُد إلى مرقدِ الماضينَ مُختبئاً
فقاتلُ الحبِّ في الحالين لا يرِثُ”
هكذا ابتدر قراءات النهارية الشاعر أحمد عماد الدين عثمان محمد صالح الذي تخرج في جامعة أفريقيا العالمية، كلية علوم المختبرات الطبية، قسم الأحياء الدقيقة الطبية، ونال الماجستير في الصحة العامة، قسم طب المجتمع في ذات الجامعة، قدم أحمد برنامج إبداعات على إذاعة أفريقيا، وقدم أيضاً برنامج نبض الحروف على قناة العالمية في العامين ٢٠١٧ – ٢٠١٨م، وهو المنسق الأدبي لمجموعة وهج الشعرية، من أبرز مُشاركاته اللوحة الشعرية لافتتاح مهرجان الخرطوم للشعر العربي الموسم الثاني، وكذلك فعالية تجمع الشباب الثقافي العالمي ٢٠١٦م، له تحت الطبع (من فواح الأقحوان)، ومجموعة نثرية بعنوان (حبيب).
أما الشاعرة فاطمة الصادق أبكر عبد الحميد تخرجت في كلية علوم الفيزياء بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، نشرت لها قصائد في عدة صحف: “صحيفة الوطن، صحيفة مدارات جديدة ومجلة رسائل الشعر”، لها ديوان شعر تحت الطبع بعنوان (بي حاجةٌ للزوال) تقول في أحد نصوصها:
“حتماً أرى منفايَ
حين يمدُّ بي قلبي
إلى غير اشتهائك
والحنين
دعني هناك
فرَيثَما يرتدُ
للقلبِ التخافقُ
أنت بي
ذاك الوتين
فاعلم إذاما
ضقتُ ذرعَاً
بابتعادي
واشتياقُك
شقّ صمتيَ
بالأنين
أقبلتُ نحوك
موجةً تطوي الطريقَ
لتلتقيك
بلا ترددها
اليقين”
الشاعر بشير علي محمد أبو سن، بكالوريوس الهندسة الكهربائية – كلية الهندسة – جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا (2012 – 2017)، كاتب مؤسس في جريدة القصة السودانية، وكاتب في مجلة جيل جديد الإلكترونية، ومجلة الوراقين. حاصل على جائزة صوتي للشعر، للكُتّاب من شرق أفريقيا، SAWTI Poetry Prize، لديه مجموعة شعرية: “أغنيات في شارع الحرية” تحت الطبع.
يقول بشير أبو سن في قصيدته:
“لم تختبِئْ: عيناكَ ملء عيونِها
لكنّهم لا يقرأون الشعرَ
ما وجدوكَ في خطأِ الطباعةِ
والطريقِ الباهتِ الممتدّ
من عصر الخيول الراكضات على الممالكِ
للخيول الراكضات على الجرائدِ
وانتبه
لا ذنبَ لكْ
ما قلتَ حين رُميتَ للسُّلطانِ تحت سياطِه
ما أعدلكْ
فاحملْ جروحَك واعتنقْها
أيها الوجهُ الطفوليّ الحكيمْ
وانزعْ عيونكَ
عن حدائقِ عصركَ المغترّ بالبارودِ
مُتّسخِ الورود
واخرُج خفيفاً – أيها الموعودُ –
من وحَلِ الجدود
قد قيدوكَ فلا تسلّمْ بالقيود
أو حرّروكَ فصرتَ كالاشيءِ
منعدمَ الوجود
الخيلُ خلفكَ والوصايا والجنودْ”
أدار منصة النهارية الشاعر عبد القادر المكي المجذوب بحنكة واقتدار، وسط حضور تقدمه مدير بيت الشعر الدكتور الصديق عمر الصديق مدير بيت الشعر، وعدد من الإعلاميين والمهتمين، ليُحلِّق الشعراء بجميل القوافي، وينثروا عطر القصيد على مسامع جمهور الشعر.