سودان فيرست — تسنيم عبد السيد
أبدى عدد من طالبات المدارس الثانوية بالخرطوم، امتعاضهن من إدارات بعض المدارس التي تُعاقب التلميذات على وضع المكياج، وتأمرهن بغسل وجوههن وإزالة المكياج فوراً.
وقالت مديرة مدرسة الأنوار الثانوية بمحلية الخرطوم، سوزان الخالدي، لـ(سودان فيرست)، إنّ المدرسة ليست مكاناً مُناسباً لمثل هذه السلوكيات، وأكّدت أنّ استخدام مساحيق التجميل ممنوع بالمدارس وهذا أمرٌ معلومٌ، فالتربية تسبق التعليم، وأضافت: “في المدرسة دايرين انضباط، ما دايرين سماحة”.
من جانبها، تقول الطالبة هنادي الحاج في الصف الثالث ثانوي من مدرسة عبد الرحمن بشرق النيل، لـ(سودان فيرست)، إنّها تحب وضع المكياج، وخاصةً أنّ أغلب الفتيات يضعنه، مُشيرةً إلى أنها تحمل في حقيبتها المدرسية بعض أدوات المكياج لاستخدامها قبل الخروج من المدرسة، منوهةً إلى أنه غير مسموح به ويتعرّضن للعقوبة في أحيان كثيرة بسبب وضعه، وأكدت أن العقوبة تختلف بحسب المعلمة، فبعضهن يكتفين بغسل الوجه وإزالة المكياج فوراً، وأُخريات يطالبن بإحضار ولي الأمر وإنذار الطالبة.
أما مديرة إحدى المدارس الثانوية بمحلية الخرطوم بحري، قالت لـ(سودان فيرست)، إن ظاهرة المكياج انتشرت بصُورةٍ مُلفتةٍ في السنوات الأخيرة، مؤكدة أن ذلك ممنوع بحسب لوائح وزارة التربية والتعليم ويندرج في قائمة الالتزام بالزّي المدرسي المُنضبط والابتعاد عن كل ما يُسيئ لسُمعة المُؤسّسة التعليمية ويمس أخلاق الطالب، مُنبهةً إلى أنّ هذه الظواهر السيئة تعود إلى ضعف التربية وإهمال المراقبة والتأثر بالإعلام السلبي، وتؤكد على أن الانضباط مَطلوبٌ مع مُراعاة نفسية الطالبة وعدم الكبت الزائد حتى لا تحدث ردة فعل غير إيجابية تكون سبباً في كره الطالبة للمدرسة.
وترى المُرشدة الاجتماعية لمرحلة الأساس بالخرطوم سلوى عثمان، أن حُب الأنثى للزينة والجمال وإظهار معالم أنوثتها جُزءٌ من تكوينها وهو أمرٌ فطريٌّ، وقد تجد الطالبة البيئة المدرسية المُتنفِّس الوحيد لها في بعض الأحيان إذا كانت تُقيم في بيئةٍ مُغلقةٍ أو غير اجتماعية، لافتةً إلى أنّ المنع الشديد المبالغ به من بعض إدارات المدارس والعقوبة غير المناسبة من تشهير أو مُصادرة مُمتلكات قد لا يكون أسلوباً مُناسباً، مُضيفةً أنّ قضية وضع مساحيق التجميل ليست قضية جديدة بين طالبات مرحلة الأساس أو الثانوي، مُنبهةً إلى أنّ الأسباب التي تدفع الفتاة لوضع مساحيق التجميل هي التغييرات الفيزيولوجية التي تحدث لها في فترة سن المُراهقة وحب لفت الانتباه، فهي تشعر بأنّها في مكان فيه عددٌ كبيرٌ من الفتيات اللاتي في عُمرٍ متقاربٍ فتسعى كل واحدة منهن إلى إبراز جمالها أو تفوُّقها ولفت النظر إليها بطُرقٍ مُختلفةٍ، مُضيفةً أنّ تطوُّر أساليب التواصل الاجتماعي وانتشارها لعب دوراً كبيراً في انتشار هذه الظاهرة.