وكالات ـــ سودان فيرست
قال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في المجلد الأول من مذكراته “أرض الميعاد” المؤلفة من جزئين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشبه بـ”حاكم مقاطعة” صارم في شيكاغو، كما وصف الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بأنه يتسم بـ”الخطاب المبالغ فيه”. وحققت المذكرات مبيعات وصلت إلى نحو 890 ألف نسخة في الولايات المتحدة وكندا خلال أول 24 ساعة من طرحها في الأسواق، وهو رقم قياسي لدار نشر “بينغوين راندام هاوس”، ومن المتوقع أن تحتل “أرض الميعاد” مرتبة المذكرات الرئاسية الأكثر مبيعاً في التاريخ. ويسترجع أوباما في كتابه ذكريات رحلاته في شتى أرجاء العالم، باعتباره الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة ولقاءاته مع زعماء العالم.
فمن مَن الزعماء ترك لديه انطباعاً جيداً ومَن لم يترك؟
ديفيد كاميرون
وصف أوباما في مذكراته، ديفيد كاميرون، المحافظ الذي تلقى تعليمه في كلية إيتون، وشغل منصب رئيس وزراء بريطانيا خلال الفترة من 2010 إلى 2016 بأنه “هاديء وواثق”، وأنه كان يتمتع “بثقة طبيعية لشخص لم تتعرض حياته لضغوط شديدة من قبل”.
وقال أوباما، إنه كان يشعر بارتياح تجاهه كشخص (أحببته شخصياً، حتى عندما كنا نختلف)، لكنه لم يخف حقيقة عدم اتفاقه مع سياساته الاقتصادية. وكتب: “التزم كاميرون على نحو وثيق بعقيدة السوق الحرة، فبعد أن وعد الناخبين بأن برنامجه الرامي إلى خفض العجز وتخفيض الخدمات الحكومية، فضلاً عن الإصلاح التنظيمي وتوسيع رقعة التجارة، سيفضي إلى حقبة جديدة للقدرة التنافسية البريطانية”.
أضاف أوباما: “بدلاً من ذلك، كما كان متوقعاً، سقط الاقتصاد البريطاني في ركود أعمق”.
فلاديمير بوتين
قال أوباما، إن الرئيس الروسي كان يذكّره ببارونات السياسة الذين التقى بهم في بدايات حياته المهنية في ولاية شيكاغو. وأضاف أنه كان “مثل حاكم مقاطعة، ولكن لديه أسلحة نووية وحق الفيتو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”. وقال أوباما: “ذكّرني بوتين في واقع الأمر بنوعية رجال كانوا يديرون شيكاغو، هم شخصيات صارمة تتمتّع بدهاء لا تأبه للعاطفة، يعرفون ما يعرفونه، لم يبتعدوا عن تجاربهم الضيقة، كانوا يعتبرون المحسوبية والرشوة والابتزاز والاحتيال وأحداث العنف المتفرقة أدوات شرعية للتجارة”.
نيكولا ساركوزي
قال أوباما، إن الرئيس الفرنسي السابق جمع “كل الانفعالات العاطفية والخطب المبالغ فيها”، كان أشبه بـ”شخصية من لوحات تولوز لوترك”. وأضاف: “كانت المحادثات مع ساركوزي ممتعة ومستفزة، يداه تتحرّكان دائماً، وصدره يبرز إلى الأمام مثل ديك البانتام، كان مترجمه الشخصي إلى جانبه دائماً يعكس بلهفة كل إيماءاته وإيقاع صوته، مع انتقال المحادثة من الإطراء إلى المبالغة ثم إلى هدفها الحقيقي، لم يكن يبتعد على الإطلاق عن مهمته الأساسية، فهو لا بد أن يحتل بؤرة الحدث، ويُنسب إليه فضل أي شيء جدير أن يُنسب إليه فضله”.
أنغيلا ميركل
يُشار إلى المستشارة الألمانية على أنها “ثابتة، وصادقة، وصارمة من الناحية الفكرية، ولطيفة بالفطرة”. ويقول أوباما إنها ارتابت فيه في البداية، بسبب بلاغته ومهارته في الحديث. ويضيف: “لا أقصد الإساءة، اعتقدت زعيمة ألمانيا أن النفور من ديماغوغية محتملة قد يكون شيئاً صحياً”.
رجب طيب أردوغان
وجد أوباما الزعيم التركي “يتحلى بالود ويستجيب عموماً لطلباتي”. وأضاف: “بيد أنه في كل مرة كنت لستمع فيها إليه وهو يتحدث، كانت قامته الطويلة تنحني قليلاً إلى الأمام، صوته متقطع النبرة، ترتفع نغمته في ردة الفعل على الشكاوى المختلفة أو الإساءة المتصورة. تكوّن لدي انطباع قوي بأن التزامه بالديمقراطية وسيادة القانون قد يستمر بشرط أن يحافظا على سلطته”.