مكين حامد تيراب
الكورونا… الكورونا
2020 رحماك بنا . كنا نتطلع لواقع مختلف.. سقف طموحاتنا في عنان السماء.. الآمال عريضة.. ولكن أتضح أن مساحات التوقعات لم تأخذ بعدها من التحديات.. ولم نكن ندرك تعقيداتها في ظل واقع سياسي واقتصادي معقد وأزمات وطنية مُرحّلة.. وزاد عليها في الربع الأول من 2020 كارثة العصر (coivid – 19).. الكارثة التي أعجزت الطب والطبيب، وجعلت العالم في حيرة من أمره.. ولم تميِّز بين عالم أول وآخر ثالث.. فكلنا أصبحنا أمام إبتلائها سواسية.
إنّ من أبرز المحن التي وقفنا عليها وعشناها في 2020 هي موروث محنة التجهيل الممنهج الذي استدامه النظام البائد على جماهير شعبنا في الثلاثة عقود الماضية، وزاد عليه عدم اللا مبالاة التي أصبحنا نتبعها وهذه حقيقة أمر مؤلم نحن جميعاً مطالبون بالوقوف عنده للتصحيح.
الكورونا.. خطر حقيقي وكارثة عظيمة هددت الإنسانية.. ونحن نعاني من بنية صحية متهالكة.. نفتقد القدرات والإمكانيات الأساسية، ووعي ثقافي صحي متدنٍ وإحساس بالخطر يكاد يكون منعدماً.. وهناك أصوات مريضة لا أخلاق لها تشكك في خطر الكورونا الذي ملأ الدنيا وأقعدها بملايين الضحايا وخلق أزمات إنسانية واقتصادية عظيمة أحدثت خللاً في واقعنا العالمي وسيكون لها ما بعدها.
نعم عادت الكورونا في موجة أشرس من سابقتها.. الإصابات في تزايدٍ.. وفي صباح كل يوم جديد نفقد أرواحآ غالية علينا والوطن.. ندرك إمكانياتنا المتواضعة تجاه الأزمة.
لذلك، فسلاحنا الوحيد هو رفع درجة الوعي المجتمعي فهي مسؤوليتنا جميعاً.
إنّ التعامُل بعنترية مع جائحة الكورونا وعدم التقيد بشروط التجمعات وإقامة الحفلات والمناسبات واللقاءات الجماهيرية الحاشدة، قطعاً تدفع بمزيد من الضحايا الأبرياء.
أكتب في هذا المقال وأنا في الحجر الصحي للإصابة بالكورونا بالرغم من التزامي لحد كبير بالاشتراطات الصحية.. ولكن يبدو أن هذه الموجة بالفعل تختلف عن سابقتها.
لذلك، نناشد المسؤولين باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع التجمعات وإلزام الجميع بتنفيذ البروتوكولات الصحية وتكثيف التوعية الجماهيرية واستغلال كافة الوسائط المقروءة والمسموعه والمشاهدة، العامة منها والخاصة واستنفارها.. مع التأكيد على أنّ الموجة تهديد لأمننا و سلامته.. ونناشد شعبنا لمساندة جهود الدولة الالتزام بالتوجيهات لمزيد من السلامة.
وصيتي.. تنسي كمك ولا تنسي كمامتك..