الخرطوم: سودان فيرست
كتب المفكر الاسلامي وزعيم الأنصار الراحل، الصادق المهدي آخر مقالة له وهو في الاستشفاء بمدينة أبوظبي قبل ثلاثة أسابيع من وفاته، منهياً بذلك تاريخاً حافلاً من التدوين والكتابة والتأليف.. وإليكم ماكتبه
“هاهنا أقف عند المحطه الراهنة في حياتي حيث أصبت بداء كورونا منذ ٢٧ أكتوبر
فاجعة مؤلمة وضعتني في ثوب أيوب ( اذ نادى ربه اني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)
من ظن انه لا يخطيء فقد أمن مكر الله، وأنا منذ دهراً أردد في صلاتي : اللهم انك تتودد علي بنعمك واتبغض اليك بالمعاصي ولكن الثقة بك حملتني على الجرأة عليك فعد بفضلك واحسانك علي انك أنت التواب الرحيم..
ان الم المرض خير فترة لمراجعة الحسابات الفردية والاخلاقية والاجتماعية ومن تمر به الالام دون مراجعة تفوته ثمرات العظات
في كل مناحي الحياة فإن الألم خير واعظ لصاحبه، النقد الذاتي من أهم أدوات الاصلاح والرضا عن الذات يقفل باب النفس اللوامة
نعم المرض مؤلم ولكن بالاضافة لتدابير العلاج وهي مطلوبة فالله قد خلق الداء والدواء ومن امتنع عن الأخذ بالأسباب فقد جفا سنن الكون
لكن أمرين هما بلسم الحياة الايمان بالله بما في سورة الجن (فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخساً ولا رهقاً) والثاني حب الناس
ان نفساً لم يشرق الحب فيها هي نفس لم تدر ما معناها، صحيح البعض أحس نحوي في المرض بالشماتة لكن ما غمرني الله من محبة لا يجارى، وقديماً قيل ألسنة الحق أقلام الحق”.
٥ نوفمبر ٢٠٢٠
الصادق المهدي