في حبك يا وطن
السنين العجاف و الليالى السود
وطن ممحون ومواطن مطحون لأكثر من ربع قرن من عمر الزمان ، ونحن نقف مكتوفي الايدي أمام المشهد القاتم والتدمير المتعمد الذي طال كل مناحي الحياة .. من صحة وتعليم وإقتصاد لكن أكثره خطراً هو تدمير قيمنا الأخلاقية و أعرافنا المجتمعية التي أفنينا فيها أعمارنا ورغم كل الضغوطات ظللنا ندافع عنها .
فقد ترعرعنا في اُسر على بساطتها أورثتنا العِفة والكرم والشهامة والستر .. لم نتعّلم يوماً أن ننهش في أعراض بعضنا البعض أو نفضحها فنحن أبناء ذلك المجتمع المتماسك الذي يربيك فيه الجار قبل الأب والخال قبل العم ،المجتمع الذي علمنا أن إبنة الحي هي اُختك وحمايتها مسؤوليتك وكبرنا وتوسعت دوائرنا المجتمعية فأسقطنا ما تربينا عليه على كل من حولنا فكُنّا نشعر أن مسؤوليتنا تجاه كل سودانية بنت بلد هي الحماية والرعاية والسند .
فجاءت الإنقاذ بسنواتها العجاف التي إستهدفت أخلاقنا وقيمنا قبل أن تستهدف أرواحنا … إستخدموا سلاح التشويه وإشانة السمعة ضد كل من خالفهم الرأي حتى ينفّض عنه المجتمع المحافظ المتماسك بفطرته .. سلطوا إعلامهم لينبش في أعراض الاُسر السودانية وينهش لحمها دون رحمة فصورونا للعالم على أننا مجتمع منحرف يحتاج إلى إعادة تربية وتقويم ، وكأن جلاّدنا وقتّالنا هو ذاك المربي لمجتمع عفيف بفطرته لم يعرف فساداً ولا تشويهاً في موروثه إلا في عهدهم المظلم .
دمرونا وهم يدعون التقوى والصلاح وما هم بأهل تقوى ولا صلاح ، ما كانوا سوى مارقين قتلة سطو على وطن جميل ليلاً وأحالوه إلى جحيم وما علاقتهم بالدين وقيمه سوى المتاجرة الرخيصة بإسمه وتلك الوجوه التي إسودت من سوء أعمالهم واللحى التي أطالوها لتمرير أجندات نفاقهم وإجرامهم ، حقاً يعاد نفس التساؤل من أين أتى هؤلاء؟؟؟؟؟؟؟
نواصل