مكين حامد تيراب
السنين العجاف والليالي السود (2 – 4)
مُواصلةً في مُراجعات أيام الوجع والقهر وآثار مشروعهم الذي أسموه زيفاً وتدليساً بالمشروع الحضاري.
مشروع حضاري يعتمد القتل والبطش منهجاً، وكان الفقر والإفقار عنوانه.
فقد كانت أول شعاراتهم وتهاليلهم أن من لا يملك قوته لا يملك قراره وكان حصادنا الجوع، حاربونا بسلاح التمكين والصالح العام، وقطعوا أرزاقنا دون استثناء، وكانت قاعدتهم الثابتة من لم يتبعنا فهو عدوّنا وإن لم يمارس العمل السياسي، فأصبح همّنا الأعظم قُوت يومنا، فاغترب من اغترب وهاجر من هاجر، فاراً من ظلمهم وجبروتهم، ضيقهم وتضيقهم، وهناك من خفي واختفى.
لم يكتفوا بمُحاصرة الشعب المكلوم الممحون في الداخل، بل امتدت أذرع شرورهم لتلحق بكل من خالفهم خارج الحدود، أصبحت سفاراتهم بديلاً لبيوت الأشباح بغرف تعذيبها وإرهابها، ونشطت في رفع التقارير الأمنية الملفقة والبلاغات الكيدية التي ضللوا بها أنظمة وأجهزة الدول المضيفة فقامت بإبعاد الشرفاء وتسليمهم.. والأمثلة عديدة لأبطال تم استهدافهم وتتبعهم.. الشكر لثورة ديسمبر وثوارها وشهدائها ودمائهم الطاهرة، فبهم طوينا صفحة من البؤس لن تعود أبداً.. وبكرة أحلى.