مكين حامد تيراب
السنين العجاف والليالي السود (3 – 4)
مُواصلةً في مُراجعات أيام الوجع والقهر وآثار مشروعهم الذي أسموه زيفاً وتدليساً بالمشروع الحضاري.
المخدرات:
ولما اعتمدوا تغيّب الناس منهجاً لتمرير أجنداتهم وأفكارهم المسمومة، كانت المخدرات مدخلاً لتدمير فلذات أكبادنا، وكان دخول الحوايات تحت رعاية نافذين في دولة مشروعهم الانتقامي أمام أعين الجميع دُون مُبالاة…
قد يتساءل القارئ ما الهدف؟؟؟ فهي إجابتي أُسطِّرها للتاريخ موضحاً مدى خبثهم وشرورهم… فقد علموا أن المجتمعات تُبنى بسواعد أبنائها وترتكز على وعي وإرادة شبابها لأنهم حاضرها وكل المستقبل.. فتآمروا عليه وبدأ التآمر بتغيُّر المناهج والسلم التعليمي دون أدنى مبررات، فُدمجت المراحل التعليمية لإنقاص عدد السنوات وكان المنهج تلقينياً لقتل المعرفة وشغفها لديهم، وكان التشويه المتعمد حتى إن وصلوا للمراحل الجامعية كانوا في سن مبكرة دون حصيلة معرفية تُمكِّنهم من المساهمة في منابر الوعي والاستنارة لتغيبهم عن قضايا الوطن وهمومه.
حاولوا أن يجعلوا منهم فريسة سهلة لتحجيم إرادتهم وتشويه مسيرتهم، فتظهر المخدرات كعامل متمم لمخططهم وأصبحت في متناول أيدي الجميع، وكم سمعنا عن حالات إدمان كان سببها كوب قهوة أو قطعة حلوى أو حتى قارورة ماء..
(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، هذا الجيل الذي راهنوا على تدميره ونعتوه بالفشل والجبن وأبطال الكيبورد وغيرها، هو من اقتلعهم ببسالة أبهرت العالم.. رأيناهم يفتحون صدورهم للرصاص بشجاعة رايتها السلمية، (وكان هتافهم وهم يُقتلون: نحن إخوانك يا بليد)، لهذا الجيل في أعناقنا أمانة عظيمة، فهم من هزموا الطاغوت والجبروت وبحق من جعل حلم الحرية والعدالة واقعاً… علينا الاقتصاص لهم من كل من حاول العبث بهم ومُحاسبته بالقانون والبحث عن مُروِّجي المخدرات وحاوياتها وطائرتها ومراجعة كل المحاكمات بأثر رجعي وفضحهم أمام شعبنا العظيم.. حتى لا يأتينا مغيب يتحسر على أيامهم الكالحة.. ورغم ما نعيشه من أزمات وتحديات.. لسه قادرين حنبنيهو وطن بيناتنا يتعافى.
نواصل