حوار- صباح المصباح
مدربٌ وضع بصمته التدريبية في السودان، وصنع اسماً كبيراً في كل الأندية التي أشرف على تدريبها، ظل يعمل في صمتٍ وبعيداً عن الإعلام.
كان قريباً من حصد لقب الممتاز مع هلال التبلدي، لولا توقُّف الدوري بسبب جائحة كورونا، وتضُّرر الفريق من الوقفة الطويلة، وفي ختام الموسم الماضي، حزم حقائبه وغادر بصورة مفاجئة نحو المملكة العربية السعودية، وتعاقد مع نادي عفيف السعودي برفقة الكوتش إدريس حولي، ومدرب الحراس الشهير حسن إيطاليا.
ورحيله من قلعة شيكان، رغم النجاحات التي حققتها، فتح الباب على مصراعيه أمام الكثير من التكهنات حول العقبات التي صنعها البعض في طريقه، وذهب البعض أبعد من ذلك وربط ذهاب المغربي بعدم رضائه عن التعاقد مع الوطني جمال تورنو …
(سودان فيرست) أجرت اتصالاً هاتفياً معه بمقر إقامته في السعودية… فإلى مدخل حوارنا معه:
*كوتش هيدان كيف تسير الأمور بفريقك الجديد؟
– الأمور مُمتازة، والأجواء جيدة، وحقيقة الإمكانات كبيرة جداً بفريق عفيف، وهو فريقٌ منظمٌ في كل شئ، لديه صالات ومسابح وعيادات طبية وملاعب ومحترفون على أعلى مستوى.
* ما هو ترتيب الفريق في الدوري السعودي والنتائج التي حقّقتموها معه؟
– عندما استلمت زمام الأمور الفنية بالفريق، كان لديه نقطة فقط، والآن بحمد الله وتوفيقه وصلنا لـ(9) نقاط، ونعم اعترف أن ترتيبنا غير جيد، ولكن النقاط قريبة لبعضها البعض، وبالجدية والإجتهاد سنتجاوز هذه المرحله الصعبة.
* ما صحة ما يتردد عن أن عفيف تعاقد معك لثلاثة أشهر فقط، أي بمعنى أنها فترة تجريبية؟
– لا لا، هذا غير صحيح، العقد مدته موسمان.
* ما هي فلسفتك من أخذ الجهاز الفني السوداني معك؟
– أولاً الجهاز الفني عمل معي وأنا أعرف إمكاناته جيداً، وتواجدهم معي يساعدني كثيراً، بالإضافة إلى أن اسمهم التدريبي كبير جد والبعض منهم عمل مع المنتخبات الوطنية السودانية، وأيضاً عملهم منظم ومؤثر، لذلك كنت حريصاً على اصطحابهم معي.
* مُغادرتك للسودان كانت بصورة مُفاجئة، وتركت الكثير من التكهنات؟
– لم تكن مفاجئة، وربما لأن الجميع تعوّد على هيدان في السودان، لكن أبقى مدرباً محترفاً وأبحث دائماً عن الفرص الجيدة والإنجازات.
* ولكنك قررت الرحيل بسبب التعاقد مع جمال تورنو؟
– بالطبع لا، وكل الاحترام والتقدير لجمال، لكن الوضع كان صعباً للغاية.
*ماذا تقصد؟
– كانت هناك مشاكل و”تطاحنات”، وفي ناس بتشتغل بصدق وناس بتحاربها وهكذا، وكان صعباً جداً عليّ الاستمرار في مثل هكذا ظروف.
* مَن فرّط في عضم التيم، هل تمت استشارتك في رحيل الثنائي أحمد عبد العظيم ووضاح؟
– للأسف معظم العناصر الجيدة غادرت التيم، وتم التعاقد مع بعض اللاعبين الذين لم يكونوا من اختياري، أيضاً التخلي عن الجهاز المساعد، وعموماً الوضع أصبح لا يُبشِّر بالخير، لذلك فضّلت المغادرة وأنا محبوب من الجماهير بدلاً من أن يكرهونني.
*هيدان هل شعر بأنه محارب، لذلك غادر السودان؟
– أكيييد، ومتأكد من ذلك جيداً.
* لنكون أكثر صراحةً، مَن حاربك؟
– هم يعرفون أنفسهم جيداً، ولا داعي لذكر أسمائهم.
* هل لديك كلمة توجهها لهم؟
– أقول لهم ربنا يوفقكم.
* رغم كل هذه العراقيل، إلا أنك دعمت هلال الأبيض في مشواره الأفريقي؟
– ليس هلال الأبيض فقط، حتى الأمل وأي نادٍ آخر سأدعمه، ودعمت التبلدي من مُنطلق حُبي للسودان والشعب السوداني الطيِّب والمضياف، الذي استقبلني بحفاوة واحترام كبير، وأي فريق سوداني يحتاجني سيجدني جاهزاً للوقوف معه، كان لديّ مشروع تدريبي كبير كنت أريد تحقيقه للكرة السودانية ولكن للأسف لم أتمكّن من تحققه، وأتمنى الخير والتطور للكرة السودانية.
* إمكانية عودة هيدان للتدريب في السودان مُجدّداً؟
– أكيد سوف أعود للعمل بوطني الثاني، لا سيما لو العرض يُلبي طموحاتي وأنا مدرب محترف.
* هل هناك عروضٌ من أندية سودانية حالياً؟
– نعم أتتني عروضٌ من أندية سودانية، لكن غير مُرضية بالنسبة لي.
*كثيرون نسبوا وداع التبلدي للبطولة الأفريقية لمغادرة هيدان؟
– أشكرهم على ثقتهم بي، وإذا كان صحيحاً ما ذكروه، يبقى الفريق لم يكن جيداً، أنا تركت فريقاً قوياً و”عندو” شخصية وأسلوب، ويفترض أن تكون البدايه من المكان الذي غادرت فيه.