حوار- صباح المصباح
لا يختلف اثنان حول تأثير قلم الأستاذ معتصم محمود، على المشهد الرياضي بصورة عامة والهلالي على وجه الخصوص، وظل يلعب دوراً كبيراً في صناعة الأحداث في الساحة الرياضية بشجاعته وجرأته في الطرح، والدفاع عن قناعاته مهما كلّفه الأمر .
خاض صاحب عمود الموج الأزرق، حرباً كبيرةً مع الأرباب والكاردينال ولاحقاً البرنس، وانتصر في كل معاركه التي لم يتنازل عنها.. ظل يدافع عن معشوقه الهلال داخلياً وخارجياً.. أجرينا معه حواراً مطولاً في الحلقة السادسة من “دردشة مع نجم”.. فإلى مضابطه:
*رمضان كريم عليك أستاذ معتصم محمود وتصوم وتفكر على خير؟
-مرحباً الزميلة صباح المصباح، ومرحباً بكل قُرّاء ومُتابعي “سودان فيرست” ورمضان كريم عليكم.
*برنامجك اليومي في رمضان؟
-برنامجي يبدأ منذ صلاة الصبح، وبعدها نبدأ في مشاكل الحياة، وتوصيل الأطفال للمدارس، ومن ثَمّ أطالع الصحف الورقية والإلكترونية إلى موعد الإفطار، وبعد الإفطار أبقى في المنزل ولا أخرج إلا للضرورة، ووقتي كله للأسرة، وفي السنوات الماضية كنت أواظب على أداء صلاة التراويح ولكن في ظل انتشار وباء كورونا وعدم التباعُد أصبحنا نصلي التراويح في المنزل.
*وجبة مُفضّلة؟
-كل الوجبات البلدية مفضلة بالنسبة لي، لا سيما وأننا من أهل الولاية الشمالية ونوبيون، لذلك نُفضِّل القُرّاصة في كل الوجبات وأحياناً “سَلَطَة الروب”، وأعشق المشروبات المحلية مثل الحلو مر والتبلدي.
*أعطنا نبذة عن معتصم محمود بعيداً عن الصحافة؟
-فترة طويلة أيام الإنقاذ الأولى كنا ممنوعين من ممارسة عملنا الصحفي، وأقرب مهنة لي بعد الصحافة هي التعليم، وعملت لفترة طويلة معلماً بالمدارس المتوسطة والثانوية، وما زلت أشتاق لمهنة التعليم، وعلى فكرة هي توأم مهنة الصحافة، ففي الأول تُدرِّس طلاباً في فصل معين، وفي الأخيرة أنت تُخاطب مجتمعاً متكاملاً.
*بدأت الكتابة متين؟
-لا أبالغ لو قلت لك إنني بدأت الكتابة منذ السنة الثالثة أساس، وفي زمننا كانت أولية، وعملت أول جريدة حائطية في ورقة “فلوسكاب”، وعملت قصاصة لصور من مجلة العربي، وكتبت تعليقاً على هذه الصور، وفي المتوسطة بمدرسة الخرطوم جنوب الأميرية بالقرب من مقابر فاروق، كانت لديّ جريدة أسبوعية بالورق المقوي، كنت أصدرها وأعلِّقها على حائط الفصل، وأذكر زارنا وزير التربية والتعليم محيي الدين صابر رحمة الله عليه، وكان مدير المدرسة معجباً جداً بالصحيفة التي أصدرها، واطّلع الوزير عليها، وذلك لأنّني كتبت بها رسالة إلى وزير التربية والتعليم بخصوص تعليم البنات، بعد أن أصدر الوزير قراراً في ذلك الوقت بأن البنات المتزوجات لا يحق لهن الالتحاق بمدرسة نظامية، مع السماح لهن بالجلوس للامتحانات فقط، وكتبت مقالاً وقلت لا يا وزير التعليم، وطالبت بالسماح لهن بمواصلة التعليم النظامي.
*أحكِ لنا تفاصيل أول عمود كتبته؟
-عملت فترة طويلة بقسم الأخبار، وكنت رئيس قسم الأخبار بكبريات الصحف السودانية، منها “الرأي العام والصحافة والسياسي” وغيرها من الصحف، وأول عمود رياضي كان الموج الأزرق كتبته في صحيفة “قوون” في العام 1994، أتذكر جئت “قوون زيارة” ووجدت أستاذنا هساي يجري حواراً مع المرحوم والي الدين، وتداخلت بعددٍ من الأسئلة، وكانت على نسق أسئلته، حيث مدرسته المدرسة القصيرة التي تعتمد على كلمتين فقط في السؤال، وأعجب بأسئلتي وطرح عليّ فكرة الكتابة معهم وبالفعل كتبت أول عمود رياضي معهم.
*لماذا هذه الشراسة في كتاباتك؟
-نعم دائماً تُوصف كتاباتي بالساخنة، لأن الرأي لا يحتمل اللون الرمادي، والصحفي يجب أن يكون واضحاً في رأيه، والالتفات حول الكلمات لا يصح، يجب أن تكون واضحاً أو لا تكتب، وأنا من مدرسة أن تكون قوياً في الباطل أفضل من أن تكون ضعيفاً في الحق.
*عمود ندمت على كتابته؟
-“ما افتكر في عمود ندمت على كتابته”، لأنني دائماً أكتب بقرائن وبأحداثيات موجودة أمامي، ومن ثم ممكن أكون هاجمت شخصاً في موقف خطأ وعاد وصحّح خطأه، ومن ثم نتصافى، ولكن لم أندم على أي عمود كتبته.
*عمود أحدث ضجّة كبيرة وردود فعل واسعة؟
-الحقيقة الذي أحدث ضجة كبرى خبر كتبته في جريدة “الصحافة” عام 86 عن سقوط الترابي بدائرة الصحافة، وهذا كان أكبر خبر أنا كتبته وأثّر في مسيرة السودان لسنواتٍ، ومازال مؤثراً حتى هذه اللحظة، وكان سبباً في انقلاب الإنقاذ.
*اتّهامات تُلاحقك بأنّك تستخدم كل الوسائل في كتاباتك؟
-القانون واضحٌ، أي كتابة تأتي بعيداً عن السب والشتم وهتك الأعراض، هذه كتابات لا غبار عليها، وأنا ضد كتابات هتك الأعراض والنيل من الأسر.