حوار- صباح المصباح
رغم أنّها أكثر شرائح المنظومة الرياضية أهميةً، إلا أن قبيلة التحكيم تُعد الأكثر ظلماً وتهميشاً في الوسط الرياضي، يتعرّضون للهجوم الذي لا تسلم منه حتى أسرهم ورغم ذلك تجدهم قابضين على الجمر، ويقدمون مستويات رفيعة أهلتهم لنيل ثقة الاتحاد الأفريقي، الذي أصبح يعتمد عليهم ويسند لهم إدارة المباريات الكبيرة.. ضيفاً اليوم في الحلقة السادسة عشر من دردشة مع نجم هو الحكم الدولي الشاب عبد العزيز ياسر ابن الحكم الدولي المشهور ياسر.. قدّم مُستويات رفيعة خلال الدورة الأولى من الممتاز وكان نجماً في كل المباريات التي أدارها من وسط الملعب:
*رمضان كريم عليك كابتن عبد العزيز ياسر، ونريد أن نتعرّف على طقوسك في رمضان؟
-رمضان كريم على كل الأمة الإسلامية، وعسى أهل السودان بخير، ورمضان يختلف عن باقي الشهور، فيه تزداد الإيمانيات والزيارات (صلة الأرحام)، بجانب التمارين في الفتره المسائية والسهر مع الأسرة والأصحاب .
*شخص تفتقده في رمضان؟
-الوالد.. أسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة في هذا الشهر العظيم.
*مُقرّبون منك أكّدوا بأنك كنت لاعب كرة قدم ماهر والتحكيم سرقك من الكرة؟
-نعم لعبت لمدة عام فقط، وكل شغفي كان التحكيم.
*الأسرة ماذا كان ردّها عندما أخبرتها برغبتك في دخول مجال التحكيم؟
-أنا من أسرة رياضية، وهم من ساندوني في هذا المجال، وأول كورس لدخول التحكيم كان على يد الوالد رحمة الله عليه.
*على ذكر الحكم الدولي الراحل ياسر، ما هو دوره في مسيرتك؟
-قد يخذلني الكلام، ولكن دوره كان كبيراً جداً، في تأسيس وتكوين شخصية عبد العزيز، علماً بأنّ الوالد توفي عام 2015، وأنا لم أكن قومياً حتى، لكن كان لديه إيمان قوي بأنّني سيكون لي شأن يوماً ما.. وأتمنى أن لا أخيِّب ظنه.
*وما هي أبرز الوصايا التي كان يقدمها لك؟
-من الوصايا الشجاعة كان يقول لي (لا تردد لا انهزام).
*لماذا اخترت التحكيم تحديداً رغم ما تجدونه من هجوم، بجانب ضعف العائد المادي؟
– (سيظل اسمك بينهم)، وعد قطعته لوالدي رحمة الله عليه، وأيضاً كان شغفاً بالنسبة لي وعثرت على متعه فيه، إضافةً لخلفيتي عن مجتمع التحكيم والعلاقات الحميدة التي يمتاز بها.
*لو لم تكن حكماً؟
– كهواية كنت يمكن أن أكون لاعب تنس طاولة محترف وعازف.
*التحقت بالدولية مؤخراً وبالتأكيد لديك طموحات عديدة؟
-من المعروف أن الدولية هي طموح كل حكم، لكن لن يتوقّف طموحي في هذا الحد، إنّما يمتد لتكوين اسم في القاره السمراء، ومن ثمّ المُشاركة في البطولات العالمية (أمم أفريقيا وكأس العالم) بإذن الله تعالى.
*إختفاء نغمة التحكيم فاشل مؤخراً، هل بسبب تطور الحكام أم لغياب الجمهور بأمر جائحة كورونا؟
-نعم هنالك تَطُّورٌ ملحوظٌ في مُستوى الحكام، لكن لا اعتبره سببا في اختفاء النغمه المُحبّبة للجمهور، وأيضاً ليست للجائحة علاقة باختفاء هذا الهتاف، لأننا نشاهد الإستادات بها عدد من منسوبي الأندية والقليل من الجمهور، وفي رأيي أن السبب الحقيقي هو تطوُّر الفهم والإدراك لقانون اللعبة من قِبل الإداريين والجمهور.
*نغمة التحكيم فاشل.. هل تزيد الضغوطات عليكم؟
-قد يُؤثِّر في البعض، لكن على المستوى الشخصي استمتع بها جداً وتؤكد لي أنّني أسير في الطريق الصحيح.
*هل تراجع شريط المباراة وتعترف بأخطائك؟
-عادةً لم ولن أتخلّى عنها يوماً حتى أكون راضياً تماماً عن نفسي.
*مباراة كانت سبباً في دخولك للممتاز ومن ثم كشف الدولية؟
-صراحة هي سلسلة من المباريات، ابتداءً من (ود هاشم سنار والنهضة ربك)، (المريخ الدمازين والنضال النهود) ثم قمة الشرق (النيل حلفا والميرغني كسلا).
*معروف عنك بأنك قليل الاستخدام للبطاقات الملونة؟
– أجاب مازحاً.. “كلو بالقانون”، ولا أتوانى في إخراجها، لكن حسب توجيهات الفيفا الأخيرة، هنالك محاولة لتقليص عدد البطاقات وحصرها في مخالفات محددة.
*تعتبر أكثر لاعب محبوب وسط اللاعبين، ما هو سر هذه العلاقة المتميزة؟
-الابتسامة، فـأنا واللاعبون لسنا بأعداء.
*من يقرأ أفكارك؟
-“رد معلقاً بإبهام الرفيقة “رفيقة درب”.
*هل تعرّضت “لزرة” في الملعب؟
– لمره واحدة فقط في مباراة القمة الشهيرة في 2019، وحينها كنت حكماً رابعاً، وأذكر أن التفلت الذي حدث من بعض الجماهير اضطر السلطات الأمنية لإطلاق الغاز المسيل للدموع (البمبان ).
*لاعب مزعج داخل الملعب؟
-أسلوب الحكم هو ما يجبر اللاعب لإظهار الجانب السيئ.. وتعاملي مع كل اللاعبين وامتصاصي لغضبهم بطريقتي الخاصة، قد حالت بيني وبين رؤيتي للاعب مزعج.
*موقف محرج؟
-عام 2016 اشتريت حذاء ماركة Nikeجديد، بمبلغ “1500” جنيه وصراحةً كان المبلغ كبيراً بس كان عاجبني جداً، وفي أول مباراة وأنا أرتديه انخلعت أرضيته، والحمد لله كان فاضل دقائق لنهاية المباراة وأكملتها ولم يلحظ أحد ذلك.