حوار– صباح المصباح
يعتبر جرهام أحمد بريمة، مخرجاً من طينة الكبار، يبحث دائماً عن التميز، ارتبط اسمه بالعديد من البرامج المميزة والمباريات الكبيرة التي أبدع في نقلها من كل ملاعب ولايات السودان المختلفة، ويعد رقماً مهماً في كل النجاحات التي حققتها مجموعة قنوات تاسيتي “أنغام، المعرفة والملاعب”.
لديه شخصية قيادية، الشئ الذي جعل كلمته مسموعة وسط التيم الذي ظل يعمل معه، كما أن العديد من المذيعين المتميزين الذين تزخر بهم القنوات السودانية حالياً تتلمذوا على يده.. جلسنا معه في حوار مطول فإلى تفاصيله:
*مرحباً بك المخرج المتميز جرهام أحمد بريمة؟
-مرحب بكِ ومرحباً بكل قرائكم الأعزاء.
*لماذا اخترت الإخراج تحديداً رغم صعوبته؟
– كن جميلاً ترى الوجود جميلاً، من هنا يبدأ تشكيل الرؤى الخلاقة والمختلفة والبحث عن ما وراء الأشياء والطبيعة وجمالها، والتنوع الثقافي هي ما يميز المخرج، ويمكن لذا أتيحت لي بعض من هذه الميزات، وأولها ارتباطي بكردفان موطني وطبيعتها الخلابة وثقافتها المتنوعة، وانطبق ذات الأمر بالنيل الأزرق ذات الطبيعة الخلابة والثقافات المتعددة، مَا جعلني أضع بعض الأسئلة عن سر جمال الطبيعة والتنوع الثقافي في العادات والتقاليد والازياء وخلافها، ما ساعد في تشكيل الرؤى الجمالية في مخيلتي، وهو ما ساعدني كثيراً في ولوج عالم الإخراج، بجانب دراسة كلية الموسيقى والدراما فتحت لي أبواب المعرفة وماهية الأشياء وإجابات لتساؤلاتي القديمة.
*مَن أخذ بيدك في بداياتك؟
– أول من دلّني لولوج عالم الإخراج، المرحوم المخرج عيسى تيراب.
*حدثنا عن مسلسل “حافة طريق” وهل كنتم تتوقّعون له هذا النجاح؟
– مسلسل حافة طريق تحدث عن قضية مسكوت عنها وهي قضية اللقطاء.. ويمكن هبشت وتراً حساساً عند كل من شاهد المسلسل، والمسلسل ناقش قضية مهمة للغاية، لذلك كُتب له النجاح بامتياز وتوقّعنا ذلك لعدة أسباب، أولها النص كتب بحرفية عالية ولغة سهلة ومهضومة، ثانياً.. كانت هناك درجة عالية من الأداء لكل الممثلين، وعبركم أشكر كل الذين شاركوا في المسلسل من ممثلين وكاست فني.
*هذا يقودنا الى سؤال، أين يجد جرهام نفسه، في الدراما أم الرياضة؟
-أجد نفسي في الاتنين، واعتبر الدراما هي الوعاء الجامع لكل القوالب البرامجية التلفزيونية، وأي مخرج دراما هو مخرج مؤهل لإخراج أي عمل تلفزيوني، باعتبار أن الدراما هي أصعب إنواع الإخراج و”ليها ناسها”.
*العادات والتقاليد هل تقيد المخرج في الدراما؟
– العادات والتقاليد هي من تُشكِّل مجتمعنا، وبكل تأكيد يصعب علينا تجاوزها إلا بالشئ المعقول.
*ما هي أسباب عدم مواكبة درامتنا للعالمية؟
-الدراما إنتاج، بمعنى أنها تحتاج للمال، وفي كل الدول أمر إنتاج الدراما هو شأن الدولة، وهذا ما ينقصنا، ونتمنى أن تنتبه الدولة للدراما حتى نقول للعالم نحن ها هنا بتاريخنا وثقافاتنا وتنوعنا.
*دعنا ننتقل معك لجانب الرياضة، مباراة تعتز بنقلها؟
-كل مباريات المنتخب ومباريات الهلال والمريخ الأفريقية، وكذلك الديربي “هلال مريخ”، وأيضاً مباريات الأمل عطبرة ضد القمة في عطبرة.
*كيف تتلافى الأخطاء وليدة اللحظة في المباريات الكبيرة؟
-معظم الأخطاء أثناء نقل المباريات تكون من الأجهزة، مثلاً يتوقف جهاز الإعادة لأي سبب من الأسباب، وهنا ما عليك إلا وأن تلغي الإعادة.
*نلاحظ بأنك تعتمد على تيم معين في المباريات، ما هي فلسفتك من وراء ذلك؟
– لا اعتمد على تيم ثابت وكل طاقم قناة الملاعب هم عند الموعد، ولكن هناك من يتميز ببعض الميزات ويكون خياراً أفضل.
*في من يرى جرهام نفسه من الجيل الجديد؟
– أرى نفسي في ابنتي إسراء جرهام، لأنها شغوفة ومهتمة جداً بمشاهدة أي عمل درامي سوداني، وبتسأل عن حاجات تدل على اتجاهاتها.
*إذن ما هي وصيتك لها؟
-أوصيها أن تبعد عن هذا المجال، وذلك لأنه “لا يأكل عيش” ومهنة متاعب وشهرة بدون مال.
*مخرج اكتشفته؟
– هو ليس بالاكتشاف، لكن يمكن القول بأنني أخذت بيدهم وساعدتهم.
*تتعدد المدارس الإخراجية في السودان، ولكن من هو المخرج الذي يقتنع به جرهام؟
-لكل مخرج لونه وطعمه واقتنع بالمخرج الخلاق.
*أما آن أوان الترجل من قنوات تاسيتي؟
– مجموعة تاسيتي بمثل ما أعطيتها أعطتني، وإن كنت قد أعطيتها خبراتي ووقتي، فهي أعطتني المساحة لممارسة مهنتي كما أحب.
*مذيع تتلمذ على يدك؟
– مذيعون لا يسع المجال لذكرهم، وهم الآن ملء العين والبصر.. ويوماً ما سيقولون ذلك.