سودان فيرست- آيات مبارك
ساعات قليلة وتنتهي المُهلة التي قرّرتها المملكة العربية السعودية لتوفيق أوضاع المُقيمين لديها بالخارج، بدا الهلع يُسيطر على السُّودانيين الذين كانوا في إجازاتٍ، مُعظمهم قطع إجازته حتى لا يفقد عمله، بل جميعهم فعل ذلك، وهَرَعوا إلى السفارة السُّعودية، وجهاز المُغتربين لتسريع إجراءات السفر، كانت الصُّفوف أيضاً ماثلة، وقد دخلت تذاكر السفر سُوق المُضاربات، حدّ أن تذكرة الذهاب فقط للرياض وصلت مائة ألف جنيه، وهو مَوقفٌ يبدو فيه قدرٌ من الانتهازية، كما وصفها البعض، إما أن تقطع التذكرة بأيِّ سعر، أو تخسر كل شيءٍ.!
تَعليق الرحلات
من المُهم الإشارة إلى أنّ المملكة العربية السُّعودية قرّرت تعليق سفر المُواطنين والمُقيمين مُؤقّتاً إلى السُّودان، بعد ظُهُور قائمة جديدة من الدول التي ظَهَرت فيها حالات اِشتباه بـ”كورونا”، مثل (دول الاتحاد الأوروبي، الاتحاد السويسري، الهند، باكستان، سيريلانكا، الفلبين، السودان، إثيوبيا، جنوب السودان، إريتريا، كينيا، جيبوتي والصومال)، في إطار جُهُودها للسّيطرة على فيروس “كورونا” (كوفيد-19)، ومنع دخوله وانتشاره.
شمل القرار تعليق الرحلات الجوية، وتعليق دُخُول القادمين من تلك الدول، أو دُخُول مَن كَان مَوجوداً بها خلال الـ(14) يوماً السّابقة لقُدُومه، وأعطى القرار مُهلة (72) ساعة لمن لديهم إقامة سارية المفعول من مُواطني تلك الدول للعودة إلى المملكة، وذلك قبل بدء سريان تطبيق القرار.
وقد أشار الكثيرون إلى أنّ السَّبب الأساسي لمنع السُّودانيين هو ظهور المرض في مصر الجارة الأقرب للسُّودان، والتي لديها حُدُودٌ مفتوحةٌ، وحَركة نقل مُستمرة أحياناً دُون المُرور.
لم تَمضِ على قرار منع دخول المملكة أكثر من (15) ساعة حتى أعلنت الحكومة السُّودانية تعليق الرحلات الجوية مع (8) دول، وإغلاق المعابر الحدودية المُتاخمة لجمهورية مصر.
أرتفاع أسعار التذاكر
صحيفة (سودان فيرست) بالقرب من السفارة السعودية وعلى مُعظم نوافذ السفر، ورصدت حالة من التكدُّس والقلق، وظهور الصُّفوف أيضاً لتكملة إجراءات السفر.
محمد المصطفى عربي – سُوداني مُقيم بالمملكة قال لصحيفة (سودان فيرست)، إنّه كان يتوقّع ذلك قبل فترة ومنذ إعلان ظهور فيروس “كورونا” في دول قريبة، بأن يدخل السودان في قائمة الدول التي سيتم تعليق رحلاته إلى السعودية، لكن لم يتحوّط لذلك بالقدر المطلوب، وأضاف: “السبب الرئيسي لهذا القرار هو مُلاحظة مُوظّفي الجوازات السعوديين للأعداد المُتزايدة من المصريين عن طريق مطار الخرطوم في هذه الأيام”.. بينما ينظر حسن تاج السر مهموماً بأسعار التذاكر التي وصلت لأرقام فلكية، وقرّرت مُعظم شركات الطيران مُضاعفة أسعار التذاكر، وقال: “تذكرة الطيران من جدة إلى الخرطوم حتى صباح أمس الخميس كانت بمبلغ 605 ريال وتحوّلت خلال أقل من ساعتين إلى 2200 ريال أما الباخرة فقيمتها 600 ريال.
تأشيرة الخُرُوج
وأشار عدد من المُسافرين استطلعتهم (سودان فيرست) إلى توقُّف كثير من خطوط الطيران عدا (خط فلاي ناس) والذي تبلغ قيمة تذكرته 2500 ريال، وقال ياسر آدم: “لقد تبقّت رحلتان فقط”.
حالة الخوف من الحرمان من السفر ما زالت مُسيطرة على البعض، خُصُوصاً وأن إجراءات السفر في العادة تصحبها تفاصيل مُهمّة، مثل تأشيرة الخروج، واستيفاء مطلوبات السفر، مثل الخدمة الوطنية وغيرها، لكن وزارة الداخلية أيضاً بدت مُهتمة بالأمر، حيث أعلنت عن تكثيف العمل داخل مطار الخرطوم لمنح تأشيرة المُغادرة اليوم الجمعة.