سيد الطيب
عودة الخطوط البحرية السودانية
كان أسطول الخطوط البحرية السودانية (سودان لاين) يضم (14) باخرة شحن وركاب، تجوب المحيطات والبحار وهي ترفع عَلَم السودان تحمل أسماء: الخرطوم، أم درمان، النيل الأبيض، النيل الأزرق، دنقلا، مروي، سنار، الأبيض، دارفور، الفاشر، نيالا، القضارف، سنكات، مريدي والجزيرة تحمل عَلَم السودان تفاخر به ويفاخر بها.
قام المخلوع البشير وكيزانه ببيعها واحدة تلو الأخرى كما فعلوا مع طائرات سودانير، وفي سنواته الأخيرة لم يتبق سوى الميناء وقام ببيعها لشركة فلبينية واتضح أنها واجهة وتم استردادها عقب سقوطه.. “ويجيك زول يقول ليك الكيزان كان ممشّنها كيف”؟
كانوا ممشّنها ببيع طائرات سودانير وبواخر سودان لاين والميناء نفسه، وأخيراً لم يجدوا ما يبيعونه سوى الجنود!!
كانت سودان لاين مثالاً للجودة والدقة والانضباط، فتم بيع الأسطول الكبير وأصبح السودان الدولة الوحيدة المطلة على الساحل ولا تمتلك باخرة شحن أو ركاب.
تم بيع آخر باخرة شحن لتاجر هندي على أساس أنها خردة، وتفاجأ الجميع عندما تحركت الخردة وهي تحمل شحنة من السمسم السوداني وتنكس عَلَم السودان!!
كان كوادر سودان لاين من أفضل الكوادر تدريباً وتأهيلاً في القارة الأفريقية.
إن بيع النقل الوطني البحري والجوي وتنكيس أعلام السودان عبر بحار العالم يرقى لمستوى الخيانة الوطنية.. خيانة البلاد وسيادتها وقدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية.
إن عودة سودان لاين هي عودة لروح السيادة الوطنية والتجارة الدولية والأمل في سودان معافى.
دا أجمل خبر من تشكيل الحكومة الانتقالية وأتمنى أن تصحبه خطوات سريعة، فلا يزال السودانيون يتنقلون عبر بواخر الركاب والشحن المصرية، وبعضهم يظن أنها مِلك السودان.