حوار- أميرة صالح
*شكل البدايات كممثل؟
في كل المجالات، البدايات تكون شبه معقدة وصعبة، وانا كغيري من الناس كان طريقي به عدد من الصعوبات والحمد لله ربنا أكرمني ووجدت فرصة مع اسماء كبيرة (محمد نعيم سعد وجمال محمد سعيد).
*الصعوبات؟
قلة الفرص والإنتاج، الأمر الذي ينعكس على فقدان الأمل لعدد كبير من الخريجين، خاصّةً كليات الفنون تحديداً في تحقيق أحلامهم وذلك للجهل بأهمية وحقيقة الدراما، لأننا نفتكر أن الدراما عبارة عن (نكات وكوميديا وزول بضحك ناس للأسف الشديد)، لذلك فإن المشكلة تكون في عقلية المثقف السوداني وأصحاب المؤسسات الإعلامية من رأس الدولة إلى آخر شخص.
*علاقة الممثل السوداني بمواقع التواصل الاجتماعي تكاد تكون ضعيفة؟
بالعكس، لأننا في الوقت الحالي توجهنا إلى مواقع التواصل، وأغلب النجوم الموجودين الآن في الساحة الدرامية أعمالهم تبث من خلال المواقع.. نعم زمان لم نكن نعلم أهمية العالم بهذا الشكل، لكن في النهاية أن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي، والآن تم استغلال هذا العالم بشكل كبير من قبل أغلب الدراميين.
*بعض الناس ترى الدراما السودانية غير مُرضية لهم لذلك يلجأون إلى الدراما العربية.. في رأيك ما هو السبب؟
في بعض السودانيين، الواقع السياسي غير مُرضٍ بالنسبة ليهم وكذلك الاقتصادي وكل المجالات، فالدراما تأخذ من جملة تلك المجالات، لذلك فإن كل الأعمال تحتاج إلى عمل وتطوير بالإضافة إلى التدريب المستمر. والدراما عملية إنتاجية تحوّلت إلى صناعة تصنع فيها الأرقام المالية وتتحكّم في جودتها وانتشار العمل، أما في السودان فنحن نعمل بمبدأ ان تصمت الدراما السودانية وما تموت في اذهان الناس لحصرنا الشديد لهذا الفن في السودان.
*في الوقت الحالي هل تشهد الدراما حالة انتعاش؟
تغيّرت ملامح وجهه ليصبح أكثر جدية من قبل وبعدها قال: للأسف كنا نعول على التغيير وحكومة الثورة التي شاركنا في صناعتها، وروّجنا لها، ومازلنا مساندين لها حتى الآن بعد الخذلان الذي شهدناه في عدم انتصار الحكومة للثقافة والمبدعين والدراميين، بعد أن تم تحولها إلى مواد وتهميش، لكن لولا إصرار الدراميين السودانيين أن تستمر الدراما لكانت في عداد الأموات.
كانت الضربة عندما لم يذكر الثقافة ولا المثقف في أول وثيقة دستورية بعد الثورة، الأمر الذي يثير التساؤلات، هل المشكلة في الأيديولوجية أو العقلية السودانية، إنها هي غير محبة للثقافة، لأننا في السابق كنا نحسب أن المشكلة تكمن في الأيديولوجية الإسلامية، لأنهم لا يحبذون الدراما والفنون بشكل عام مع بعض المحاولات الخجولة الموجودة آنذاك والتي تخدم أغراضهم.
أما الآن، فإن الحاضنة السياسية (قحت) التي أسقطت الثقافة أو المثقف عمداً أو سهواً عن وثيقة دستورية جاءت بها ثورة عظيمة للأسف الشديد، فإن حالة الدراما لن تنتعش طالما أن من يتولون الامر في كل الحكومات السودانية لا يكترثون كثيراً لحالة الدراما، ولا يسعون لتحقق لها وجوداً محترماً في بلد تتميز بأرضية خصبة للإنتاج الدرامي.
*الفنانة ماجدة يحيى، قالت إنها لن تعرض أعمالها في قنوات سودانية، لأنها لم تدعمهم في السابق.. ما هو رأيك؟
أولاً أرسل التحايا إلى الزميلين (ماجدة يحيى وعبد الله عبد السلام) وكغيرهما من نجوم الدراما الذين شقوا طريقهم في صخرة صماء في ليلة ظلماء مع غياب الدور الإعلامي لأنه تحول إلى دكاكين ربحية تفرض على الدرامي إنتاج أعماله بمجهوده الذاتي، بجانب جلب الشركات للرعاية التي تستفيد منها القنوات أولاً وبعدها يحددون عرضها او رفضها.
أما موقف ماجدة يحيى فهو قوي جداً، لأن قساوة التجربة فرضت علينا الابتعاد عن القنوات وخلق فضاءات أخرى مثل (يوتيوب) الذي حقق انتشاراً لتجارب (فضيل وجبريل وجلواك) وغيرهم من النجوم الذين يتواجدون في الساحة، حيث صنع هؤلاء نجوميتهم بأنفسهم وليست القنوات، الامر الذي ينعكس في فرض شروطنا لهم.
*عرّفنا على تجربة (هسكبة)؟
هي سلسلة من جزئين تم تقديمها قبل (4) سنوات، وكانت بصحبة أصدقاء رائعين من مؤلفة العمل سحر ابراهيم والمخرج محمد مصطفى سمبل، بالإضافة للممثل الطيب الشعراوي والمغنية مفاز بشرى الذين أخرجوا العمل بشكل مختلف في مجال الكوميديا التلفزيونية، بجانب سلسلة جبريل إخراج وتأليف (حسن أحمد عباس كدس) التي مازالت تُعرض أسبوعياً منذ عام (2012) في قناتي على (يوتيوب)، التي تعتبر من أعمالي الخاصة ووجدت نجاحاً واسعاً.
*برنامج “حنك” عرّف الجمهور على أبو بكر أكثر؟
برنامج “حنك” جاء بعد عدة تجارب حقّقت نجاحاً مثل (سلسلة جبريل وهسكبة) وغيرهما من التجارب، لكن “حنك” كان أحد أحلامي التي تمكّنت من تحقيقها وهذا بفضل الله.
*غالباً، الممثلون الكوميديون لهم نصيبٌ من الكوميديا في شخصيتهم؟
لا بالعكس، أنا شخص جاد جداُ، وفي اعتقادي أن الممثل أياً كان كوميدياً أو درامياً، يجب أن يفصل نفسه خارج الكاميرات وعدم اصطحابه الشخصيات معه في حياته العادية، أنا أفشل (زول) يمثل في الواقع، لأنني لا استطيع أن (اضحك) شخصاً في العادي أم عبر الدراما، فإن شخصيتي مختلفة والحمد الله.
*انتشرت في الفترة السابقة بعض النعرات القبلية في أجزاء من السودان ولم نلمس دوراً لكم في صفحاتكم الشخصية مع العلم بصعوبة إخراج عمل درامي؟
كلام غير صحيح، كنا حضوراً في كل الأزمات التي مرت بالسودان قبل الثورة وبعدها.. على الصعيد الشخصي قدمت أعمالاً من خلال “سلسلة جبريل”، بالإضافة إلى أعمال أخرى لزملاء ومنهم من سافر إلى تلك المناطق لمعالجة الاحتقان الذي كان في الولايات الشرقية في شكل (مسرح على الهواء).
*هل من أعمال جديدة؟
نعم.. أعمال كثيرة جديدة سترى النور قريباً، بالإضافة إلى حلقات أسبوعية في قناتي على (يوتيوب).