سودان فيرست- صباح المصباح
كلف مجلس إدارة نادي المريخ في اجتماعه الأخير، الثنائي “أحمد مختار وعمر محمد عبد الله”بمتابعة إجراءات إصدار صحيفة المريخ، الغائبة أو المغيبة، في وقت يبدو أن ثمة حاجة لها تقريباً، لتصفح عما يدور في الكواليس، لسان القبيلة الحمراء وصوتها المكبوت.
وتأتي هذه الخطوة إيماناً بضرورة وجود صحيفة ناطقة باسم النادي وذلك لأهمية المرحلة المقبلة ولدور الصحيفة في دعم المجلس الذي يواجه حملة شعواء من قبل الإعلام الأحمر، أو من سواه، كما يبدو.
واتّفق مجلس سوداكال مع مطبعة الجيش على جدولة كل ديون الصحيفة البالغة 300 ألف جنيه بواقع 20 ألفاً تدفع يومياً، وتكفّل المجلس بتمويلها وتوفير مقر دائم لها، بجانب استقطاب الدعم من أقطاب ومحبي النادي.
رائدة الصحافة الرياضية
تُعتبر صحيفة المريخ التي صدرت في العام 1964 أول صحيفة رياضية في السودان، وكان عليها إقبال كبير في ذلك الوقت مع اصطحاب الجماهيرية العالية للأحمر، والتي اصبحت تتسابق لاقتناء الصحيفة التي تنفذ مبكراً من المكتبات.
واستمرت لفترة طويلة ولكن توقفت نسبةً للظروف الاقتصادية التي يعيشها السودان في ذلك الوقت.
ومن ثم واصلت الصحيفة على فترات متقطعة، إلى ان جاءت لجنة التسيير بقيادة الباشمهندس اسامة ونسي، والذي لم يفكر في إعادة إصدارها إلا بعد ان أصبح الإعلام الأحمر أو “إعلام الوالي” كما وصفته لجنة ونسي! أصبح يشكل عقبة أمام تقدم الفريق، مُفتعلاً العديد من الأزمات، منها ديون سابقة على النادي منذ عهد المجلس السابق بقيادة الوالي.
كان مجلس ونسي يرى بأن ثمة من حرّك تلك الملفات، وبالفعل ادخل رئيس النادي للسجن بسبب مديونية الفندق الذي كان يقيم به الفريق معسكراته، وأيضاً كان هناك تمرد وسط اللاعبين.
كل هذه الأحداث جعلت لجنة التسيير تفكر جدياً في محاربة الإعلام المعارض بإصدار صحيفة النادي، وتولى أستاذ الأجيال أحمد محمد الحسن رئاسة تحريرها واستمرت لأربعة أشهر .
بص الوالي
بعد نهاية فترة التسيير، أعلن ونسي عدم استمراره لفترة قادمة، وقامت وزارة الشباب والرياضة بتعيين لجنة تسييرية بقيادة الوالي و28 عضواً، الشيء الذي جعل الإعلام يطلق عليها ساخراً (بص الوالي)، حيث تزامن تعيينها مع وصول بصات والي ولاية الخرطوم الأسبق عبد الرحمن الخضر وقتها، وكانت حديث المجتمع في ذلك الوقت، لذلك تم الربط بينهما وسعت أكثر من صحيفة لنشر البص الجديد وبداخله أعضاء لجنة المريخ بدواعي الدعابة.
في ظل الصراعات التي تعج بها القلعة الحمراء، فكّر الوالي في إعادة إصدار الصحيفة، وبالفعل اتفق مع مطبعة الجيش وتم تأجير شقة ببرج الرنا كمقر لها، ولكن لم تستمر سوى أشهر قليلة وتوقفت مرة أخرى بعد ان رفضت المطبعة طباعتها بسبب تراكم الديون والتي بلغت “700” ألف، ولاحقاً دفع مجلس سوداكال 400 ألف عن طريق الأستاذ طارق معتصم، وقاتل أعضاء التحالف بقيادة محمد جعفر قريش من أجل استمرار إصدارها، ولكن اصطدموا بعقبات.
هل تنجح الفكرة؟
إصرار مجلس المريخ بإصدار الصحيفة سلاح ذو حدين، ويتوقف نجاحها على مدى تجاوب الجماهير معها مع الحرص على شرائها، لا سيما وانها ستكون مننبراً للتصريحات وحوارات الإدارة والجهاز الفني واللاعبين حصرياً عبرها، وبكل تأكيد الصفوة تطمح في رؤية صحيفة وفضائية خاصة بالنادي شأنه شأن الأندية الكبيرة في الوطن العربي.
هنالك ثمة تساؤلات تدور في ذهن المشجع المريخي. هل سيختزل الرأي فيها كما ظل يحدث دائماً في أنديتنا؟ أم ستكون ملتزمة بالمهنية ونشر الحقائق فقط، بعيداً عن التزييف. وفي ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، أيضاً هل ستكون الصحيفة رائجة وتتكفل بتغطية خساراتها، ام أن المال ليس كل شيء؟
واللافت للأنظار ان مجلس سوداكال أصبح يحتمي بإعلامه الخاص بعد المعارضة الشرسة التي وجدها من الصحف الحمراء، والتي كانت سبباً في استقالة عدد من اعضاء المجلس، بينما مؤخراً كل اخبار النادي أصبحت تصدر من المكتب الإعلامي الذي يضم فطاحلة الإعلاميين، ويبقى ما الحاجة ومتى وكيف ستعود صحيفة المريخ؟