نظر الإيطاليون مساء الأربعاء إلى مشهد بائس ومهيب، رأوا فيه شاحنات للجيش الإيطالي، وهي تنقل 60 جثمانا من ضحايا “كورونا” المستجد، لحرقها في المقابر، ونقل حفنة من رماد كل متوف إلى ذويه في مدينة بيرغامو الأكثر ابتلاء بالفيروس في مقاطعة “لومبارديا” بالشمال الإيطالي.
كان ممنوعاً على عائلات الضحايا الانتقال إلى حيث تم حرق الجثث في ساعة متأخرة من الليل خارج المدينة، خشية وصول الفيروس إليهم، فاضطر الجيش إلى نقل جثامينهم في شاحنات ، وهي تسير في تشييع جماعي بطيء وصامت، لم تشهد مثله المنطقة، ولا في الحرب العالمية الثانية، حيث كانت المقبرة هي المثوى الأخير للراحلين، قتلا في المعارك أو متوفين، وبالكاد كانوا يحرقون جثمان أحدهم، إلا بناء على وصيته.