الخرطوم- سودان فيرست
أزاحت عاصفة التدهور السريع للجنيه السوداني، الغبار عن أحد أهم رجالات بنك السودان في عهده الذهبي، ولم يتأخر حمدوك في إعادته كورقة رابحة من أجل حملة إنقاذ أخيرة للجنيه السوداني الذي وصل للحضيض.. غادر محمد الفاتح زين العابدين، موقع الرجل الثاني في البنك المركزي بأمر نيفاشا، في العام 2005، تاركاً منصبه للقيادي الجنوبي (اليجا ملوك)، مبتدئاً رحلة معاش إجباري، قبل أن يعيده حمدوك اليوم الخميس لمنصب الموقع الأول في بنك السودان.
مهمة عسيرة
تبدو مهمة زين العابدين معقدة وشائكة، فالرجل ترك الدولار يساوي جنيهين وأربعمائة قرش في العام 2005، وعاد ليجده تجاوز حاجز المائة وخمسة عشر جنيهاً، متضاعفاً (60) مرة، وهو أمر سيصعب بلا شك من مهمة المحافظ الجديد للبنك المركزي.
واقعياً، فإن المهمة تشبه لحد كبير محاولة إنقاذ غردون باشا، لكن لا زين العابدين ولا رئيس الوزراء عبد الله حمدوك يرغبان في أن يصبح حال المحافظ الجديد، كحال الفيلد مارشال غارنت ولسلي، الذي فشل في إنقاذ غردون، حيث كانت رماح الأنصار أسرع بفراسخ كثيرة عن خطى الجنرال الإنجليزي المنقذ.
ضوء آخر النفق
لدى المحافظ الجديد، سيرة مطمئنة وسمعة جيدة كسبها من موقعه السابق نائباً لمحافظ البنك المركزي، وهو الأمر الذي يراه خبراء مصرفيون، تحدثوا لصحيفة (سودان فيرست) كرتاً رابحاً في معادلة خاسرة، حيث يعتبر المحافظ الجديد من الرعيل الأول بالبنك المركزي، مشيرين إلى ان احتكاكه بالإدارات المختلفة في الفترات السابقة، ستساعده على القيام بمعالجات كثيرة في السياسة النقدية للبنك المركزي، ذلك بخلاف أن المناخ السياسي والتعامل المبتدر مع المؤسسات المالية الدولية، ستساعد المحافظ الجديد في معالجة أكبر المعضلات التي تواجه البنك، ومن بينها بالطبع نقص الاحتياطيات النقدية.
على أسنة الأزمة
بعد عودة البنك المركزي لحظيرة السلطة التنفيذية، كان إجراء تعديل في كابينته أمراً ضرورياً بالنسبة لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك، لكن الأمر الأكثر إلحاحاً لا يتمثل في بسط رئيس الوزراء سلطته في التعيين والإقالة، بقدر ما أن الأزمة المُستفحلة والمتمثلة في فقدان الجنيه السوداني ما نسبته (31%) من قيمته خلال ثلاثة أشهر فقط، تستدعي قيادة جديدة بنكهة قديمة لإدارة السياسة النقدية فكان زين العابدين الأنسب والأمثل.
وحسب متابعات (سودان فيرست)، فإن المحافظ الجديد، ابتدر عمله المصرفي ببنك السودان المركزي في مدخل الخدمة، متنقلاً في معظم الإدارات، حتى وصوله موقع نائب المحافظ، في عهد صابر محمد حسن، وعقب (نيفاشا) آل منصبه للحركة الشعبية، وأُحيل زين العابدين للمعاش، وعمل في وقت لاحق مستشاراً وعضواً في مجلس إدارة البنك الاسلامي حتى تاريخ تعيينه اليوم الخميس.