سودان فيرست – وكالات عالمية
خلصت دراسة علمية جديدة إلى أن الخفافيش مصاصة الدماء تبني صداقات في ما بينها من خلال تشاركها في الدم الذي يتقيأه أحدها في فم الآخر، الأمر الذي أطلقت عليه الدراسة “نسخة مرعبة من القبلة الفرنسية”.
وقال الباحثون الذين يراقبون هذه الثدييات بأن سلوكياتها في مشاركة الدم تبدو جانباً مهماً من تكوينها للعلاقات الثنائية والترابط في ما بينها.
ويمكن للخفافيش أن تواجه الموت جوعاً إذا لم تتناول الطعام لثلاث أيام، ومن هنا، فإن مشاركتها للدم يمكن أن تكون عملية إنقاذ حياة.
وتهدف الدراسة التي نشرت في دورية “كرنت بيولوجي” إلى تحديد الطريقة التي تعزز بها هذه الأنواع الحيوانية علاقاتها وترابطها.
ووجدت الدراسة أن الخفافيش مصاصة الدماء إذا أصبحت معزولة، تلجأ إلى تكوين علاقات جديدة، وهكذا فإن خفاشين غير متآلفين مع بعض، ولكنهما متجاورين في المكان سيبدآن في الاستمالة واللعق المتبادل، ثم يبدأ “لعق الفم”، قبل تبادل الطعام.
وقال معد الدراسة، البروفيسور جيرالد كارتر، أستاذ علم البيئة السلوكي في جامعة أوهايو الأمريكية “يتغير الحال من خفاشين ينظران لبعضهما كغريبين من مستعمرتين مختلفتين، إلى صديقين يتبادلان اللمس واللعق، وأحدهما يعمل على إنقاذ حياة الآخر”.
وقال كارتر إن “الخفافيش في بحثها عن الطعام تعرف الرخاء، والكساد، لذلك فهي إما تضرب بشدة وتحصل على وجبة كبيرة من الدم، أو تفشل وتتضور جوعاً في تلك الليلة”.
وأضاف البرفسور كارتر قائلاً إن “تشارك الدماء بالنسبة للخفافيش مصاصة الدماء، يشبه إلى حد كبير ما تفعله الطيور حين تطعم صغارها، ولكن في حالة الخفافيش يحدث ذلك بين البالغين”.
وأوضح أن الخفافيش تستمر في تبادل اللعق حتى بعد تنظيف جلدها، ما يعني أن الغاية من هذا السلوك، ليس فقط الحفاظ على النظافة.
والخفافيش مصاصة الدماء هي الثدييات الوحيدة التي تعيش بشكل كامل على الدم الذي تمتصه من حيوانات كبيرة مثل الأبقار.
ويمكن لهذه الثدييات التي يمكنها الطيران أن تشرب من الدماء ما يصل إلى نصف وزنها في اليوم الواحد، في حين تتغذى أنواع أخرى من الخفافيش على الفواكه أو الحشرات.