سودان فيرست- الطيب إبراهيم
أطلق الإعلامي السوداني الشهير بقناة الجزيرة، فوزي بشرى، نداءً إلى أصدقائه وزملائه الصحفيين بالانضمام لحملة تبرُّعات لدعم الجهد الحكومي في مُواجهة “كورونا”.. فوزي بشرى، ابتدر الحملة بالتبرُّع بـ(500) ألف جنيه سوداني تُودع في الحساب الذي حددته الحكومة.
(نداء) فوزي، الذي أعلنه عبر صفحته بـ(فيسبوك)، وجد تفاعلاً مُنقطع النظير، وسط إشادات بالرجل الذي كان يُوجِّه انتقادات للحكومة الانتقالية، لكنه ترك مُلاحظاته جانباً وأعلن مُساندته الحكومة في مُواجهة وباء “كورونا”.
ووفقاً لمُتابعات (سودان فيرست)، فإنّ الحملة التي ابتدرها بشرى، وجدت تجاوباً من قطاع عريض من مُغتربين بالخارج وإعلاميين بالداخل، حيث أعلن مصطفى شنان تبرُّعه بـ(10) آلاف ريـال سعودي، ما يعادل (330) ألف جنيه، بينما أعلن آخرون تبرُّعهم بمبالغ مختلفة.
خَطوة مُهمّة
صحيح، أنّ المبلغ الذي تبرّع به الإعلامي فوزي بشرى، قليلٌ بحسابات الحوجة الفعلية، لكنّه مُهمٌ من حيث أنه ألقى حجراً في بركة المُغتربين، وفتح نفاجاً لطيفٍ واسعٍ من السُّودانيين المُغتربين، الذين كانوا بحاجة لمبادرة كهذه وترتيبات واضحة لدعم بلادهم في مُواجهة “كورونا”.
من المُهم معرفة أن مضمون نداء فوزي بشرى، ليس مقصوداً به الداخل، بقدر ما أنّه شارة وصيحة استغاثة لمن هم بالخارج، حيث يرابط نحو (5) ملايين سوداني يمتلكون طاقة جبّارة ونوايا حقيقية لخدمة بلدهم، لكن تعوزهم نواقص لوجستية، متمثلة في من يبدأ ولمن يدفع الحساب وأين سيمضي؟ الأسئلة العالقة هذه أجاب عنها، فوزي بشرى، فكون إعلامي بقامته تقدّم الصفوف لدعم بلاده، فذلك يعني أول ما يعني أنّه فتح باباً واسعاً ومهّد الأرض للقادمين من وراء البحار.
عديد المُغتربين، في صفحة فوزي بشرى على (فيسبوك) من أعلنوا عن تبرُّعات ومنهم من سأل عن رقم الحساب، يُشير إلى أن هذا النداء الذي أطلقه الإعلامي بقناة الجزيرة سيدهش حتى أكثر اليائسين، ولن تتوقّف تبرُّعات النداء على المليار الجنيه فقط، وإنما ستتواصل الأرقام إلى أبعد من ذلك.
رسائل ومضامين
من مزايا نداء فوزي بشرى، أنه سيُنبِّه الحكومة الانتقالية، إلى وجود شريحة ضخمة من السودانيين بالخارج، لديها رغبة جادة في خدمة بلدها، لكن تلك الرغبة ضائعة بسبب الافتقار للتنسيق، الرسالة الأخرى، تتمثل في أن الحكومة الانتقالية يجب أن تهدأ من اللهث وراء دعم المنظمات الدولية وتتفرّغ للمُغتربين السُّودانيين من خلال سياسات تشجيعية لتكسب صفهم، ومن هُنا يُمكن اعتبار أن المبلغ الذي تبرّع به فوزي بشرى ليس مُهمّاً بقدر أهمية الرسائل التي تحملها مُبادراته على جميع الأطراف.