الخرطوم — سودان فيرست
ابتدر بيت الشعر الخرطوم أولى فعالياته للعام الحالي، بزيارة الشاعر الكبير محمد نور الدائم، ظهر يوم السبت ٩ يناير ٢٠٢١م، بمنزله بأم درمان حي الواحة مربع ٥، ويأتي ذلك استمراراً لمشروعات البيت في رعاية الشعر والشعراء، وترسيخاً لتواصل الأجيال.
في نص قصير وسمه شاعرنا بـ(هو السودان) يقول فيه:
“هوى وطن نُدين له جميعاً
يبادلنا محبتنا جمالا
…….
لنرفل في جنان من عبير
ومن كرم تفيأنا ظلالا
……..
وقيعانا مضمخة بدفق
فنغسل همّنا ثم اغتسالا
……….
هو السودان خلائي أجيبوا
منافع خيره تكفي سؤالا
……….
فكم لبهائه تحتار عين
ألا يا عين لن تجدي مثالا”
استقبل الشاعر محمد نور الدائم وأسرته، ضيوفه بحفاوةٍ وترحابٍ، حيث تقدمهم الدكتور الصديق عمر الصديق مدير بيت الشعر الخرطوم، والشاعر عالم عباس محمد نور، الأمين العام السابق للمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون، والشاعرة ابتهال محمد مصطفى تريتر نائبة مدير بيت الشعر، ولفيفٌ من الشعراء أصدقاء وأبناء الشاعر المُحتفى به في ضيافته، ويُعد شاعرنا من مواليد ١٩٤٤م، تخرج في كلية الفنون الجميلة، وعمل موظفاً بالقضائية السودانية، حيث تنقّل في العديد من مدن وأقاليم السودان، يكتب الشعر الفصيح والعامي بأشكاله المختلفة، وكذلك الرواية والقصة، تغنى له عدد من الفنانين الكبار.. وفنان تشكيلي، وهو عضو مؤسس لعدد من المنتديات والكيانات الثقافية، أبرزها اتحاد الأدباء والكُتّاب السودانيين، واتحاد شعراء الأغنية السودانية، واتحاد الفنانين، وغيرها من الأجسام الثقافية.
“أقول مُعاتباً نفسي أجيبي
الا بالله رفقاُ بالحبيب
وأردف إذ رأيت لها فضولاً
تحاصرني أسى علل المشيب
ترد لثم تهملنى عناداً
وما زالت حظوظك من نصيبي
تعود بها الخواطر مذعنات
لتدفعني إلى الأمل الرحيب
لأنت بغير شعرك غير مُجدٍ
ولا عرف الطبيب لظى لهيبي”
تضمنت الزيارة مؤانسة أدبية مع الشاعر، أدارها مدير البيت الدكتور الصديق، وتم التوثيق لملامح من تجربته من خلال تسجيل عدد من قصائد الشاعر بصوته، وبعضها بأصوات الشعراء محمد الخير إكليل، ومحمد جدو الدرديري، ووثقت للزيارة قناة الشارقة، بينما سيبث بيت الشعر الخرطوم، الجلسة التوثيقية عبر قناة اليوتيوب وصفحات البيت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال مدير البيت الدكتور الصديق عمر الصديق، إن زيارة الشاعر محمد نور الدائم كانت ضمن برمجة نشاط بيت الشعر منذ فترة ماضية، وتأخّرت لظروف كثيرة كانت تُحيط بالبلاد وقتها، أبرزها جائحة كورونا التي قيّدت النشاط الثقافي وغيره، وأضاف الصديق: الآن جاء ميقاتها بهذا العدد المحدود وبتباعُد يُمكننا من الأنس والمسامرة مع الشاعر محمد نور الدائم وهو يستحق هذه الزيارة التي يقوم بها بيت الشعر، وتندرج في إطار تواصل الأجيال، وتابع الصديق: البيت لن ينقطع نشاطه الإبداعي في خدمة الشعر وقضاياه مُطلقاً، ونعد بأن العام ٢٠٢١م سيشهد برامجَ وفعاليات مختلفة تعزز المشروعات التي بدأها بيت الشعر، كل هذا لم يكن متاحاً لولا جهود ورعاية سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم إمارة الشارقة، مؤسس بيوت الشعر في الوطن العربي.
في قصيدته (غداً نلتقي) يقول الشاعر:
…..
“غداً نلتقي
يا لدفق اشتياقي
وقصف احتراقي
غداً التقيك
…….
تمزّقت بعضا
تناثرت نبضا
بأن لن تجيئي
وخوفاً عليك
….
تدفّقت نهرا
تسلّلت زهرا
نسيماً وعطرا
على ضفتيك
…….
تماديت نهلا
تيمّمت سهلا
كطيفٍ شفيفٍ
تشكّلت كحلا
على مقلتيك
……
تمدّدت رحبا
طريقاً وقربا
فكل المسافات
تفضي إليك
…….
وحسبي لقاء
يسر الفؤاد الحزين
المعنى
فيدنو مشوقا
عزيزاً لديك”
امتدح الأستاذ عالم عباس محمد نور، دور بيت الشعر في جوانب الاهتمام بالشعر وبالجانب الاجتماعي الذي يخدم تواصل الأجيال، وقال إن محمد نور الدائم يكتب الشعر الوجداني العفوي غير المكبّل، وأضاف: شعر يتمتع بالتصوف الذي أضاف روحاً وبُعداً آخرَ للشعر بعيداً عن التزمت، وطوف حول مدارس الشعر وطبيعة المفردة التي يستخدمها الشاعر نور الدائم بانتقاء وصفه بالمميز، وقال في ختام حديثه: جميل أن يهتم بيت الشعر بتواصل الأجيال، ونتمنى أن تستمر المبادرات في هذا الجانب، لافتاً إلى التدابير الاحترازية وأهميتها.
اتبعت إدارة بيت الشعر خلال الزيارة، الاشتراطات الصحية، مع الأخذ بكافة التدابير والإرشادات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، وتركت الزيارة أثراً طيباً في نفس الشاعر وأسرته.