سودان فيرست – عزمي عبد الرازق
أطلقت السُّلطات السودانية صباح اليوم الجمعة، سراح وزير الكهرباء والموارد المائية الأسبق أسامة عبد الله، أحد أشهر القيادات الذين كانت تربطهم صلة قوية بالرئيس المعزول “عمر البشير”، وذلك لعدم توفر بينات ضده بالمشاركة في انقلاب الإنقاذ (١٩٨٩).
وعلمت (سودان فيرست) أن النيابة شطبت البلاغ ضده بعد أن تأكد لها أن أسامة لم يكن ضمن المجموعة التي قامت بالتخطيط وتنفيذ الانقلاب، حيث لم تتوفّر بينة أو شهادة ضده، رغم أنه قضى نحو شهرين داخل سجن كوبر. وهو الاعتقال الثاني، خلال أقل من عام، فيما كانت السُّلطات الأمنية أعتقلته في أواخر شهر يوليو من العام الماضي بحجة المشاركة في محاولة انقلاب رئيس هيئة الأركان السابق الفريق هاشم عبد المطلب، وأطلقت سراحه في ٣٠ سبتمبر الماضي، قبل أن تضعه في الإقامة الجبرية لفترة من الوقت، ومن ثم تعاود اعتقاله ووضعه في كوبر.
وفي السياق عينه، أوضح عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين المحامي أبوبكر هاشم الجعلي لـ(سودان فيرست)، أنهم تقدموا بمذكرات بشأن أسامة عبد الله وعدد من المدنيين لا صلة بهذا الأمر، وقال إن النيابة لم تثبت على الإطلاق أن أسامة كانت له علاقة بالتخطيط لانقلاب الإنقاذ، وإنما كان صغيراً في السن وقتها، وقد شارك بعد ذلك في المجهود الحربي بعد أن ترقى في العمل التنظيمي، لافتاً إلى أن لجنة الاتهام لم تجد أي دليل قانوني يبرر اعتقاله، وأضاف “لم تعثر اللجنة على شاهد أو شواهد ضده، ولا مسوغ وقائعي يمكن أن يقود إلى اتهامه”، ولذلك أطلقت سراحه.
وكشف الجعلي عن وجود معتقلين مدنيين رفضت لجنة التحقيق إطلاق سراحهم، بينما أفرجت عن عسكريين، بعضهم له علاقة مباشرة بمجلس قيادة ثورة الإنقاذ، وأرجع ذلك لدوافع سياسية، منوهاً إلى ان أسامة عبد الله ظهرت علاقته بالمكون العسكري منتصف التسعينات بحكم نشاطه في العمل الطلابي والشبابي ودعم المجهود الحربي، ما جعل لجنة التحقيق تصنفه كعسكري، لكن ذلك غير صحيح وفقاً للجعلي.