تقرير ــ صباح المصباح
لم يكن المال هدفاً للاعب كرة القدم في السنوات الماضية، وفطاحلة كرة القدم السودانية، سجّلوا بكوب ليمون، ومنهم من وقّع بدون مقابل مادي، هكذا كان الولاء والانتماء يفوق كل شئ.
ولعل الحال اختلف كثيراً في السنوات الأخيرة، وأصبح المال هو سيد الموقف، ووصل عائد تسجيل بعض اللاعبين لمبالغ فلكية.
تجارة تُعرض لمن يدفع أكثر
الانتقال من نادٍ لآخر لا سيما عندما يكون نادياً منافساً، ليس بالأمر السهل، خاصة في السودان، ولن تغفر جماهير الناديين تبديل الفانيلة مهما كانت الدوافع والأسباب.
واختلف الأمر كثيراً مؤخراً وأصبح سوق الماركاتو تجارة لمن يدفع أكثر بدون وفاء أو التزام مع فريق آخر، حتى لو كلف ذلك تبديل القناعات والولاء.
نجوم كرة القدم السودانية ظلوا يدافعون بقوة عن الاتهامات التي تلاحقهم، وأكدوا أن الكرة أصبحت مهنة وأكل عيش بالنسبة لهم، وبحسب خبراء فإنهم تخطوا “قصة” المهنة، لأن المهنة لديها أخلاقيات يجب على الشخص أن يلتزم بها.
وهذه النظرة التجارية قد تحقق بها بعض المكاسب من الناحية المالية، ولكن حتما تضر اللاعب في نهاية المطاف ويخسر تعاطف الجمهور، وأيضا يخسر الروح الودية التي يتعامل بها مع الإداريين، والتي قد تكون سبباً في حل مشاكله خارج إطار النادي، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالمسألة القانونية.
خسارة فنية
الخسارة لا تقتصر على فقدان تعاطف الجمهور فقط، بل يخسر اللاعب أيضاً المشورة الفنية أو النصائح والإرشادات التي تأتيه من قدامي اللاعبين أو المدربين، أي بمعنى أن اللاعب يصبح معزولاً عن المنظومة الفنية التي تعمل على حل مشاكله خارج المستطيل الأخضر.
البرنس غُصة في حلق الهلالاب
سيطر انتقال القائد التاريخي للهلال هيثم مصطفى كرار، على كل وكالات الأنباء العالمية والمحلية، وكان الحدث الأبرز في ذلك الموسم، ومازالت الخطوة التي أقدم عليها البرنس بمثابة الخنجر الذي يطعن في خصر الجماهير الهلالية.
ورغم أن هيثم مصطفى كفّر عن هذا الخطأ برفضه الاستمرار مع المريخ وإكمال فترته، ولكنه مازال يدفع ثمن هذا القرار غاليا، ولم يعد قائداً ملهماً وأسطورياً للنادي الأزرق، وانقسمت الآراء حوله، ولم يعد مؤثراً كما كان في السابق.
خسروا تعاطف المريخاب ولم يدخلوا قلوب الهلالاب
كثيرون حسبوا انتشار شائعة توقيع الثنائي “رمضان عجب ومحمد الرشيد” على عقودات مع الهلال بشئ أقرب إلى الخيال، لثقتهم الكبيرة في الثنائي وحبهما للمريخ بجانب التضحيات الكبيرة التي قدماها مؤخراً، وحتى بعد تسريب الإدارة الزرقاء لعقد رمضان، كان معظم أهل القبيلة الحمراء يظنون أن الأمر مجرد “فوتشوب “، ومكايدات هلالية فقط.
وبعد أن ثبتت صحة توقيع الثنائي لعقودات مع الند التقليدي، حاولت الإدارة الحمراء احتواء الموقف وجلست مع اللاعبين، وبالفعل وقعوا على عقودات جديدة مع المريخ، ولكن خسروا تعاطف الصفوة، وتحولت الإشادات والتصفيق لهم الى انتقادات متواصلة واستنكار لما قاموا به، وبالتالي فقد الثلاثي “عجب، رشيد وخميس” تعاطف الهلالاب أيضاً لنكوثهم عند العقد الذي وقعوه مع النادي، وذلك بعد أن دفع لهم المريخ مبلغاً أكبر.
سيف تيري يسير في ذات الدرب
أحالت الإدارة الحمراء، مهاجم المنتخب الوطني والمريخ سيف تيري إلى لجنة تحقيق خلال الشهر الماضي، بعد انتشار مكالمة مسجلة له مع أحد أصدقائه، هاجم من خلالها رئيس النادي آدم سوداكال، وأكد أنه شخص لا يثق فيه، وامتدح رئيس النادي السابق جمال الوالي، كما أبدى عدم ممانعته في الانتقال للغريم التقليدي الهلال، وأضاف “ممكن أقطع الزلط عادي”.
وانتشرت حملة كبيرة في القروبات المريخية، واختلفت الآراء بين متعاطف مع اللاعب ومعارض له، ولعل لسان حال الجماهير المريخية “اعتذارك ما بفيدك، العملتوا كان بإيدك”، قبل أن يتراجع لاحقاً ويجدد مع المريخ لثلاث سنوات.
شوقي عبد العزيز: سجّلنا “بكباية” ليمون
انتقد الكوتش شوقي عبد العزيز، المبالغ الطائلة التي أصبحت تدفع للاعبين مؤخراً، مشيرا الى أنهم سجلوا بكوب ليمون فقط، وقال إن الإغراءات جعلت اللاعبين لا يقدمون مستويات متميزة، وأرجع ذلك الى انعدام الولاء وعدم حب الشعار كما كان يحدث في السابق.
واختتم حديثه، مؤكداً أن التقييم الحقيقي يجب أن يكون بمقدار العطاء داخل الملعب وليس بالأسماء أو المكايدات بين الناديين.