الخرطوم- سودان فيرست
لن ينتهي جدل السودانيين في الإشارات الضوئية على طرق المرور، ووصلوا معها مرحلة من اللا مبالاة بتخطيها عُنوةً واقتداراً، دُون مُراعاة لألوانها وقانون المرور نفسه الذي يُعاقب بالسجن لمدة ستة أشهر للمُخالفين، وبدلاً من أن يُكيِّف السودانيون ويُوطِّنوا أنفسهم على ثقافة السير الهادئ على الأقل في إشارات المرور أو ما يُسمُّونها “الإستوب”، فإنّها ملاذ سخطهم وهيجانهم.
قد يكون لدى السودانيين عداء تاريخي مع إشارة المرور الحمراء، وعلى ما اشتهر به السودانيون بتأنيهم في إنجاز المهام، خاصّةً في الإنتاج ودولاب الدولة، إلا أنّ سرعتهم في تجاوُز إشارات المرور واستعجالهم لها كبيرة، لدرجة أزهقت أرواح الكثيرين، ورغم أنّ وقت انتظار الشارة الضوئية لا يتجاوز الدقيقة ونيف، إلا أنها تمر عليهم ثقيلة كما لو ساعات!!
وهذه الأيام مع إعلان حظر التجوال بالسودان، خاصّةً في العاصمة الخرطوم، لا عزاء لإشارات المرور، فهي تعمل الآن، لكن دون أن تُنظِّم حركة السيارات أو تكون مُتنفِّساً للملايين ممن يمقتون مُخترع هذه الأنظمة البائسة بنظرهم، ولن تستطيع الإشارات مسلوبة الإرادة الآن من جلب النكد للسائقين، فهي طوال نصف يوم تضئ بألوانها المعروفة لنفسها فقط، حيث يرقد السودانيون في بيوتهم..!