سودان فيرست- عثمان الأسباط
تتّجه الحكومة الانتقالية لرفع الدعم الكامل عن الجازولين خلال الـ(48) ساعة المُقبلة وذلك لدعم برامجها الاقتصادية وسد العجز في المُوازنة العامة بعد التدابير الاحترازية لمُواجهة فيروس “كورونا” وزيادة الدعم لوزارة الصحة.
وستتأثّر قطاعات واسعة حال إصدار القرار، من بينها المُزارعون والكهرباء والنقل ومصادر المياه، وسيكون الموسم الزراعي القادم مُهدّداً بقوة بالفشل وعلى (التربالة) ومن شايعهم أن يترحّموا عليه.
يقول المزارع عصام حسن لـ(سودان فيرست)، إنّ الموسم الزراعي في جنوب كردفان في حاجة ماسّة وعاجلة لـ(56) طناً من الوقود ليتمكّن المُزارعون من تحضير الأرض، وشدّد على أنّ العمليات الفلاحية الأولية لا تحتمل التأخير، وأيِّ ربكة فيها ستؤدي لخروج مساحات عن الإنتاج، وناشد عصام، الحكومة بضرورة التراجُع عن القرار المُحتمل.
وكانت الحكومة الانتقالية قد طبّقت في فبراير المنصرم تحريراً جُزئياً في أسعار الوقود بالسماح لبعض الشركات باستيراد البنزين والجازلين بالسعر التجاري.
رفع الدعم عن الجازولين سيقود لزيادات في تعرفة الكهرباء ما يثقل كاهل المُواطن المغلوب على أمره، كما أنّ المصانع التي تعمل بالجازولين سترفع قيمة المُنتجات لتعويض الزيادة في تكلفة التشغيل.
ويتخوّف المُواطنون من ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية تباعاً للزيادات المُتوقّعة من المصانع، وبالتالي ستتضاعف مُعاناتهم اليومية.
يقول الخبير الاقتصادي ضياء حامد لـ(سودان فيرست): حال إقدام الحكومة الانتقالية على هذه الخطوة، ستكون قد أحدثت تخريباً كبيراً في الاقتصاد، لجهة أنّ فشل المُوسم الزراعي يُهدِّد الاقتصاد القومي، وأضاف: بالطبع الوضع مُخيفٌ للغاية بالنسبة للمُزارعين في البلاد لأنّ (70%) من السُّودانيين يعملون بالزراعة، ولعموم البلاد، التي تعتمد بصورةٍ رئيسيةٍ على المَحاصيل الزراعية في الغذاء والتصدير، ليس ذلك فحسب، فحتى الفقراء والمساكين، يتأثّرون بذلك تأثيراً بالغاً، فجبايات الزكاة التي تُعادل نحو (600 – 500) مليار جنيه خلال العام، ويُؤكِّد ضياء أنّ القرار سيقود لارتفاع أسعار الجازولين بصورة غير مسبوقة، وبالتالي فإن المُزارع وإلى جانب حوجته للجازولين ينبغي أن يُوفِّر مبالغ مالية طائلة لنظافة الأرض والمُعدّات والآليات، فَضْلاً عن مُعينات الزراعة الأولية وهو ما يُضاعف من أزمته الحالية ويجعله غير قادرٍ على مُواصلة نشاطه، وعليه ليس أمام التربالة سوى أن يطلقوا صرخاتهم الأخيرة قبيل فشل الموسم، وفيما يتعلّق بقطاع الكهرباء، اقترح ضياء تحمُّل الحكومة للزيادة المُحتملة، كما أشار إلى ارتفاعٍ مُحتملٍ لأسعار المُنتجات، لأنّ المصانع ستتأثر بزيادة الوقود.
من جهته، يقول الطاهر اللورد – مُواطن من كردفان لـ(سودان فيرست): قطاع مصادر المياه سيتأثّر برفع الدعم عن الجازولين، لأنّ مُعظم سُكّان كردفان ودارفور وأجزاء واسعة من النيل الأبيض يعتمدون على مياه الآبار الجوفية والتي تحتاج لكميات كبيرة من الجازولين، وحال ارتفاع أسعاره، ستقوم هيئة مياه المدن بزيادة أسعار برميل المياه.
يقول علي خضر – مزارع من القضارف لـ(سودان فيرست): يُجابه المُزارعون مُشكلة أخرى تتعلّق بالتمويل، فمن ناحية لا يكفي المبلغ الذي يمنحه البنك الزراعي للتربالة لتنفيذ العملية الزراعية، فيما لا تزال السياسات التمويلية بحاجة لتغيير، حيث يستحوذ مُزارعون كبار على الجعل الأكبر من التمويل، وسَبَقَ أن اشتكى آخرون من ذلك، حيث طالبوا أن يتم منح التمويل بالتساوي وحسب الإنتاج، لكن البنك الزراعي يمنح التمويل لزيادة ثراء بعض المُزارعين، حيث يملكون الضمانات الكافية بالعقارات التي يَملكونها، لكن أكثر ما يؤدي لضعضعة مبلغ التمويل نفسه الرسوم العالية المفروضة عليه من جانب إدارة الزراعة الآلية، والإدارة القانونية، والبنك نفسه الذي يستقطع نسبة من التمويل.